واشنطن تعِد بالطعام لغزة.. وإسرائيل تُغرق طرق الإغاثة بالرصاص

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن سعيه لإعداد خطة تهدف إلى "إطعام الناس" في قطاع غزة.

خطة لإطعام الناس في غزة

وصرح ترامب، في حديثه لموقع "إكسيوس" الأميركي، قائلًا: "نرغب في مساعدة الناس، نرغب في مساعدتهم على البقاء أحياء، نريد أن نوفر لهم الطعام، كان يجب اتخاذ هذه الخطوة منذ فترة طويلة".

وعلى الرغم من إبدائه القلق حيال التقارير التي تفيد بوجود مجاعة في غزة، حمّل ترامب حركة حماس المسؤولية، زاعمًا أنها تستولي على المساعدات وتعيد بيعها داخل القطاع.

كما أشاد ترامب، بالرجل الذي كلف بمهمة خاصة في المنطقة، مبعوثه ستيف ويتكوف، واصفًا أداءه بأنه "ممتاز".

والجدير بالإشارة أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، اليوم الجمعة، قد زار مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مؤسسة تحظى بدعم أميركي وإسرائيلي.

وفي السياق ذاته، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، يوم الخميس، بأن الرئيس ترامب يعتزم الموافقة على خطة جديدة لتقديم مساعدات لغزة، بعد أن يتلقى تقريرًا من ويتكوف حول نتائج زيارته.

5 ساعات

ومن جهته، أكد ويتكوف أن الهدف من زيارته إلى غزة هو تزويد الرئيس ترامب بتفاصيل دقيقة حول الوضع الإنساني هناك، موضحًا أن زيارته استمرت خمس ساعات.

وتابع ويتكوف: "الزيارة تهدف إلى ترسيخ الحقائق الميدانية وتقييم الأوضاع الحالية".

كما أضاف ويتكوف، قائلًا: "ناقشت الأوضاع الإنسانية في غزة مع المسؤولين الإسرائيليين".

وتجدر الإشارة إلى أن زيارة ويتكوف جاءت في ظل الضغط الدولي على حكومة بنيامين نتنياهو نتيجة الدمار الواسع في غزة والقيود المفروضة على إدخال المساعدات.

قتلوا أثناء انتظار المساعدات

وفي سياق متصل، أعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، أن 1373 فلسطينيًا لقوا حتفهم منذ السابع والعشرين من مايو، أغلبهم برصاص الجيش الإسرائيلي، بينما كانوا ينتظرون المساعدات في قطاع غزة الذي يعاني من دمار واسع ومجاعة وشيكة.

وجاء في بيان صادر عن المكتب في الأراضي الفلسطينية: "منذ 27 مايو، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينيًا خلال محاولتهم الحصول على الغذاء، من بينهم 859 شخصًا قتلوا قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، و514 آخرون قتلوا على طول طرق قوافل الإغاثة".

كما أشار "المكتب"، إلى أن "معظم عمليات القتل وقعت على يد الجيش الإسرائيلي"، مضيفًا: "رغم علمنا بوجود مسلحين في المناطق نفسها، لا تتوفر لدينا معلومات تفيد بمشاركتهم في هذه الحوادث".

وأوضح "المكتب"، أنه خلال يومين فقط، في 30 و31 يوليو، "قتل 105 فلسطينيين على الأقل، وأصيب ما لا يقل عن 680 آخرين على طول طرق القوافل في منطقتي زيكيم شمال غزة وموراج جنوب خان يونس، علاوة على قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية في وسط غزة ورفح".

كما شدد "المكتب"، على أن إطلاق النار والقصف الإسرائيليين استمرّا على طول طرق القوافل الإنسانية، وفي محيط مواقع المؤسسة، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي في 27 يوليو تعليق عملياته العسكرية مؤقتًا خلال فترات محددة "لتحسين الوضع الإنساني".

وأفاد بأن معظم الضحايا "يبدو أنهم من الفتية والشباب".

وأكد مكتب حقوق الإنسان في قطاع غزة على أن "هذه ليست مجرد أرقام"، مضيفًا أنه "لم يتلقَ أي معلومات تفيد بأن الضحايا شاركوا في أعمال عدائية أو شكلوا تهديدًا لقوات الأمن الإسرائيلية أو للمدنيين".

رصاص في مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية"

والجدير بالإشارة أن منذ انطلاق عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" في مايو الماضي، أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص بشكل يومي تقريبًا على الحشود المتجمعة في الطرق المؤدية إلى مواقع توزيع المساعدات، التي تمر عبر مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل المئات من الفلسطينيين.

وعلى الرغم من هذه الانتهاكات، أكدت الولايات المتحدة استمرار دعمها للمؤسسة، حتى بعد أن أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة مدنيين خلال التوزيع.

ويشار إلى أن أكثر من 170 منظمة إغاثة دولية، قد طالبت في أوائل يوليو،  بإغلاق مؤسسة غزة الإنسانية فورًا، مشيرة إلى أنها تعرّض المدنيين للخطر وتضع حياتهم على المحك.

وكانت إسرائيل قد أغلقت في الثاني من مارس 2025 جميع المعابر المؤدية إلى غزة، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ودفع السكان نحو شبح المجاعة، حسب ما أفاد به خبراء الأمن الغذائي.

والجدير بالذكر أن المنظمات الإنسانية الدولية تواصل تحذيرها من خطر المجاعة الشاملة في غزة، في وقت لا تزال فيه جهود الإغاثة تعاني من عقبات لوجستية وأمنية تعرقل توزيع المساعدات في معظم أنحاء القطاع.

العربية