بعد فشل الموساد.. جهاز جديد يتولى مهمة تصفية قادة حماس بالخارج

الشاباك والموساد
الشاباك والموساد

كشف المحلل العسكري بصحيفة "معاريف" العبرية، آفي إشكنازي، عن تطور لافت داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، حيث تم تشكيل وحدة خاصة تابعة لجهاز الأمن العام "الشاباك" تختص بتعقب واغتيال قيادات حركة حماس في الخارج. 

وجاء هذا القرار بعد تصاعد الانتقادات الموجهة إلى جهاز "الموساد" بسبب ما اعتبر تقاعسًا في تنفيذ المهام المرتبطة بهذا الملف، خصوصًا بعد مرور عام على اغتيال إسماعيل هنية الذي أعلنته إسرائيل أثناء وجوده في طهران، دون أن تسجل عمليات مشابهة منذ ذلك الحين.

وبحسب "معاريف"، فإن هذا التحرك يأتي في إطار إعادة توزيع الأدوار داخل الأجهزة الأمنية، حيث لم يكن من المفترض أن يتولى "الشاباك" مثل هذه المهمات خارج الحدود، غير أن الإحباط المتزايد من أداء "الموساد" دفع الجهات العليا إلى اتخاذ هذا القرار الاستثنائي.

الموساد تحت نيران الانتقادات

عبرت مصادر أمنية إسرائيلية عن خيبة أملها مما وصفته بـ"عجز الموساد" عن تنفيذ واحدة من أبرز المهام الاستراتيجية لإسرائيل، وهي ملاحقة قادة حماس المقيمين في دول الشرق الأوسط وأوروبا. 

وذكرت الصحيفة أن ضباطًا في الجيش والمؤسسة الأمنية انتقدوا بشكل مباشر رئيس الموساد ديدي بارنياع، متهمينه بتعمد تجاهل هذا الملف وعدم اتخاذ خطوات جدية تجاه عناصر حماس الذين يواصلون نشاطهم بحرية حتى من فنادق فاخرة في الخارج.

وأشار المحلل العسكري للصحيفة إلى أن الموساد نام عن مهمته، وأن فشله في هذه الجبهة الحساسة يمثل نقطة سوداء في تاريخه، ما اضطر القيادة السياسية إلى الدفع بجهاز الشاباك لتغطية هذا الفراغ غير المعتاد.

إسرائيل تبحث عن دولة ثالثة

وفي إطار منفصل يعكس استراتيجية إسرائيلية موازية، كشفت "معاريف" أن رئيس الموساد توجه مؤخرًا إلى واشنطن في زيارة لم يتم الإعلان عن تفاصيلها إعلاميًا، بهدف متابعة ملف تهجير فلسطينيين إلى "دولة ثالثة".

ووفقًا للتقارير، فإن المحادثات مع الجانب الأمريكي شملت خمس دول حتى الآن، تم الإفصاح عن ثلاث منها هي: إثيوبيا، ليبيا، وإندونيسيا، بينما تبقى دولتان مجهولتان لم يُكشف عنهما حتى الآن.

وجاءت زيارة بارنياع الأخيرة في توقيت حساس، حيث ينظر إليه باعتباره آخر مسؤول استخباراتي كبير لم تطله التغييرات الأخيرة في القيادة، وهو ما أرجعه مراقبون إلى نجاح الموساد النسبي في الضربة الاستباقية ضد إيران، غير أن تصاعد الانتقادات قد يمهد لإقالته، ضمن حملة تبريرية منظمة قد تتصاعد خلال الأسابيع المقبلة.

اغتيالات داخلية بغطاء استخباراتي

وفي تصعيد ميداني واضح، صرح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن قيادات حماس في الداخل والخارج على حد سواء باتوا أهدافًا مباشرة، وقد جاء هذا التهديد عقب عملية نوعية استهدفت قادة بارزين داخل غزة أبرزهم محمد السنوار ومحمد شبانة، حيث تم قصف نفق يقع بالقرب من المستشفى الأوروبي، ويعتقد أنه كان يضم مجموعة من القادة العسكريين لحماس.

وأكدت تقارير صحفية أن العملية تمت بإرشاد من الاستخبارات الأمريكية، التي زودت إسرائيل بمعلومات دقيقة حصلت عليها عبر الرهينة الأمريكي الإسرائيلي "عيدان ألكسندر" ما أدى إلى تحديد موقع النفق، وبعد العملية مباشرة أقدم الشاباك على تصفية قيادي ميداني يعرف باسم "أبو عمر السوري"، رغم كونه شخصية غير مشهورة إعلاميًا لكنه كان فاعلًا في بعض الملفات العملياتية الحساسة.

تل أبيب في مفترق طرق

اختتم المحلل العسكري إشكنازي تحليله بتأكيد أن إسرائيل تمر بلحظة حاسمة تتطلب اتخاذ قرارات مسؤولة وغير خاضعة للمزايدات السياسية، وبحسب رؤيته، فإن تغيير الواقع الميداني يتطلب ثلاثة عناصر رئيسية: قيادة رشيدة تدرك طبيعة المرحلة، وقرارات مهنية تعتمد على المعطيات لا الأهواء، إلى جانب تحرك ميداني وسياسي حازم يشمل ساحات غزة والخارج معًا.

وأشار إلى أن الانقسامات بين الأجهزة الأمنية، والانتقادات العلنية لرؤسائها، تمثل خطرًا على تماسك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وقد تكون لها ارتدادات على مجريات الحرب السياسية والعسكرية في المرحلة المقبلة.

 

إرم نيوز