لم تتوقف التحركات الدولية عند مجرد الاعتراف بدولة فلسطين، بل تتوالى خطوات أكثر صرامة كرد فعل على السياسات العدوانية التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بخطط ضم أراضي في غزة أو الضفة الغربية، والتي باتت تعتبر "خطًا أحمر" من قبل غالبية دول العالم، بما في ذلك الدول العربية.
تحذيرات من الداخل
وفي الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل توسيع عملياتها أو اتخاذ خطوات لضم مناطق في غزة والضفة، صدرت تحذيرات قوية من مسؤولين وخبراء إسرائيليين سابقين حول التداعيات السياسية الخطيرة المتوقعة.
وفي هذا الإطار، صرحت عليزا بن نون، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، للقناة 12 العبرية، بأن "الضغط يتزايد، لكن الذروة لم تأتي بعد"، في إشارة إلى العزلة الدولية المتصاعدة.
كما شدد السفير الإسرائيلي السابق أهارون ليشنو-يار، عى أن أي خطوة نحو الضم قد تفتح الباب لملاحقات دولية في المحكمة الجنائية، وتفاقم عزلة إسرائيل، واصفًا النتائج المحتملة بأنها "قاسية وخطيرة".
قائمة العقوبات المحتملة
وفي السياق ذاته، استعرض خبراء أبرز الإجراءات الأوروبية التي قد تتخذ ضد إسرائيل إذا ما مضت في سياسات الضم أو توسيع الحرب:
-
تعليق عضوية إسرائيل في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
-
تقليص أو تعليق مشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون" العلمي الشهير.
-
توسيع نطاق حظر دخول المسؤولين الإسرائيليين إلى أوروبا.
-
فرض حظر على الأسلحة كما أعلنت سلوفينيا مؤخرًا.
-
فرض تأشيرات على الإسرائيليين أو منعهم من دخول بعض الدول الأوروبية.
-
مقاطعة اقتصادية، خاصة لبضائع المستوطنات.
-
خرق محتمل لاتفاقية الطيران بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.
-
زيادة عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين بشكل رسمي.
كما لفت "التقرير"، إلى أن بعض هذه الإجراءات، وعلى رأسها تعليق اتفاقية الشراكة، تتطلب إجماعًا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
خطر يهدد العلاقات الدولية
ومن جهته، وجه جيريمي يسخاروف، نائب مدير وزارة الخارجية وسفير إسرائيل السابق في ألمانيا، تحذير من أن خطوات الضم أو التصعيد في القتال قد تضر بعلاقات إسرائيل مع أبرز حلفائها، وعلى رأسهم ألمانيا والولايات المتحدة.
كما تساءل المحلل تزاناني: "إلى أي مدى سيكون ترامب مستعدًا لعزل نفسه وإسرائيل من أجل نتنياهو؟"، مؤكدًا أن هناك ضغوطًا دبلوماسية تتزايد على واشنطن لتغيير موقفها.
محيط إقليمي مضطرب
لم تغفل التحذيرات المتزايدة أثر هذه السياسات على علاقات إسرائيل الإقليمية، حيث يتوقع أن ترد مصر والأردن بحزم، بينما قد تزداد التوترات مع سوريا ولبنان.
كما شدد "تزاناني"، على أن العزلة والعقوبات باتت توجهًا واقعيًا، محذرًا من أن الاقتصاد الإسرائيلي قابل للتضرر بسرعة وبشدة، إذا ما تم تنفيذ هذه العقوبات الدولية.
وإلى ذلك، كتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين أن إسرائيل "تقترب من كارثة أخرى.. ليست هزيمة عسكرية، بل خسارة سياسية واستراتيجية عميقة ودائمة".