وجه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تحذير من أن أي عملية اجتياح إسرائيلي شامل لقطاع غزة ستسفر عن "مذابح جماعية"، في ظل ما وصفه بانهيار إنساني تام داخل القطاع.
لا مبالاة دولية و"وحشية متصاعدة"
وصرح "المرصد"، في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء، بأن الخطة الإسرائيلية المحتملة لاجتياح واحتلال القطاع تنذر بوقوع مذابح جماعية وشيكة، وسط لامبالاة تامة من المجتمع الدولي، معتبرًا أن هذه الخطة تعكس مستوى خطيرًا من الوحشية، وتجسد استمرارًا لواقع الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل.
انهيار غير مسبوق في الوضع الإنساني
وأشار "المرصد"، إلى أن أي تصعيد جديد للهجمات الإسرائيلية، خصوصًا الهجمات البرية، سيؤدي إلى مجازر جماعية غير مسبوقة، وسيدمر ما تبقى من محاولات الاستجابة الإنسانية داخل القطاع المحاصر.
وأوضح "المرصد"، أن تقييمات الفرق الميدانية التابعة للمرصد تؤكد أن غزة تمر بأسوأ مراحل الانهيار الإنساني منذ انطلاق ما وصفه بـ"جريمة الإبادة الجماعية" في أكتوبر 2023، متهمًا إسرائيل بتنفيذ مناورة تضليلية منذ 26 يوليو عبر الترويج الكاذب لتحسين الوضع الإنساني، في الوقت الذي تواصل فيه فرض الحصار وتجويع السكان.
تحذير من استخدام "التحسين الإنساني" كغطاء للجرائم
وفي السياق ذاته، كشف "المرصد"، أن الخطر الأكبر يكمن في توظيف التحسينات الإنسانية المزعومة كغطاء لتصعيد جريمة الإبادة الجماعية، محذرًا من أن مشاركة بعض الدول في إجراءات رمزية – مثل تجديد عمليات إسقاط المساعدات جوًا – دون معالجة الأسباب الجذرية للتجويع، قد تساهم عمليًا في توفير غطاء سياسي أو إنساني مزيف لتصعيد تلك الجرائم.
كما ناشد "المرصد"، الدول المشاركة في ما أسماه "الإجراءات المزعومة لتحسين الوضع الإنساني" بضرورة مراجعة فورية لمسؤولياتها، واتخاذ تدابير تضمن عدم استخدام مساهماتها كوسيلة لتبرير سياسات الإبادة أو التغطية عليها.
نوايا احتلال معلنة رغم الانتقادات الدولية
وعلى الرغم من تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بشأن ارتكابها لجرائم إبادة جماعية واتباعها سياسة تجويع ممنهجة في غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعتزم المضي قدمًا نحو تنفيذ احتلال كامل للقطاع.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن مسؤول بارز مقرب من نتنياهو قوله إن رئيس الوزراء "متمسك بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة"، رغم التحفظات التي تبديها المؤسسة العسكرية، والمخاطر المتعلقة بمصير الرهائن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.