كشفت تقديرات أمنية إسرائيلية عن تصاعد المخاوف داخل أروقة جيش الاحتلال بشأن أي عملية عسكرية شاملة لاحتلال قطاع غزة، حيث رجحت مصادر عسكرية أن مثل هذه الخطوة ستفضي إلى خسائر بشرية جسيمة، مع تسجيل أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية المتوغلة.
وتشير التقديرات إلى أن المعارك الحضرية داخل غزة وطبيعة المقاومة فيها، سوف تشكل تحديًا ميدانيًا مرهقًا لأي قوة هجومية مهما كانت قدراتها.
الأسرى في دائرة الخطر
إلى جانب الخسائر المتوقعة في صفوف الجنود، تسود حالة من القلق العميق إزاء مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وأثارت قناة "كان 11" الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء هذه المخاوف علنًا، مشيرة إلى احتمال تعرض الأسرى للأذى سواء على يد خاطفيهم كرد فعل على الاجتياح، أو بسبب نيران صديقة خلال عمليات التوغل والاشتباك العنيف المتوقع داخل الأحياء المكتظة.
رئيس الأركان يقدم توصيات حاسمة
ومن المرتقب أن يعرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد الجنرال إيال زامير، خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، مجموعة من التوصيات والتقييمات الاستراتيجية التي أعدها الجيش بشأن ملف اجتياح غزة. و
وتشمل هذه التوصيات تحذيرات واضحة من التداعيات بعيدة المدى لمثل هذا القرار، سواء على المستوى العسكري أو الأمني أو حتى السياسي، في ظل هشاشة الوضع الإقليمي وتعقيدات ملف الأسرى.
اشتباك سياسي داخل القيادة العليا
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن جدال حاد جرى ليلة أمس بين رئيس الأركان إيال زامير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث عبر زامير عن معارضته الشديدة لفكرة احتلال غزة بالكامل لما تحمله من مجازفات غير محسوبة.
واعتبر أن مثل هذه الخطوة قد تغرق الجيش الإسرائيلي في مستنقع أمني طويل الأمد، دون ضمان تحقيق أهداف سياسية واضحة.
سيناريو "الحكومة العسكرية"
وتطرقت المناقشات كذلك إلى سيناريو بالغ الحساسية يتمثل في إمكانية إقامة "حكومة عسكرية إسرائيلية" لإدارة قطاع غزة حال السيطرة عليه بالقوة، إلا أن هذا المقترح قوبل بتحفظات داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، نظرًا لما قد يترتب عليه من تبعات دولية وسياسية، فضلًا عن كونه يحمل إسرائيل مسؤولية مباشرة عن إدارة شؤون أكثر من مليوني فلسطيني وسط أوضاع إنسانية منهارة.