يناقش الكابنيت الحربي الإسرائيلي، الخميس المقبل، خطة عسكرية جديدة تقضي باجتياح شامل لقطاع غزة، وسط تصاعد الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش الجنرال إيال زامير، حول سبل التعامل مع تعقيدات المرحلة المقبلة، سواء عسكريًا أو سياسيًا.
اقتراح زامير
وخلال نقاش مطول جرى أمس الثلاثاء، قدم رئيس الأركان إيال زامير خطة بديلة تقضي بفرض حصار شامل على مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، بالتوازي مع تنفيذ عمليات جوية دقيقة وضربات مركزة ضد مواقع حركة حماس، بهدف زيادة الضغط عليها للتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى.
وتفترض الخطة أن تدمير الأنفاق المحيطة بمناطق الحصار سيمنع عناصر حماس من الانسحاب، مع إمكانية تعليق الحملة العسكرية حال تم إحراز تقدم في مسار المفاوضات.
التصعيد خيار مطروح
وبحسب ما نقل موقع "واللا" العبري عن مصادر عسكرية، فإن خطة الحصار قد تشكل خطوة أولى قابلة للتصعيد التدريجي، حيث أعد الجيش سيناريوهات تصعيدية بديلة، في حال لم تحقق الضغوط المفروضة على حماس النتيجة المرجوة.
خطة لاجتياح غزة
في المقابل، يستعد القادة السياسيون لتقديم خطة أكثر شمولًا إلى الكابنيت، تتضمن تنفيذ مناورة عسكرية لاحتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط بالكامل، مع إبقاء السيطرة الإسرائيلية عليها طوال فترة الحرب، تمهيدًا لإقامة واقع جديد على الأرض.
وتتضمن الخطة أيضًا إجلاء سكان غزة إلى المناطق الجنوبية، وهو ما يتطلب وفقًا لتقديرات الجيش تعبئة خمس فرق قتالية، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تعرض حياة الأسرى الإسرائيليين لمخاطر جسيمة.
الجيش يزعم السيطرة على 75% من القطاع
ويدعي الجيش الإسرائيلي حاليًا أنه يفرض سيطرته على ما يقرب من 75% من مساحة قطاع غزة، بما في ذلك مناطق تتمركز فيها ثلاثة ألوية تابعة لحماس.
ورغم تضرر لواء المخيمات المركزية ولواء غزة بشكل كبير، إلا أن القوات الإسرائيلية امتنعت عن دخول هذه المناطق خشية المساس بحياة الرهائن المحتجزين.
خلاف علني بين نتنياهو وزامير
التوتر بين نتنياهو وزامير خرج إلى العلن بعد إصدار مكتب رئيس الوزراء بيانًا ناريًا جاء فيه: "نتجه نحو احتلال شامل، ومن لا يوافق عليه فليقدم استقالته"، في إشارة مباشرة إلى رئيس الأركان.
من جانبه، نفى الجيش وجود أي معارضة مبدئية لعملية شاملة، موضحًا أن التحفظات تتعلق بالخشية على مصير المختطفين، وليس رفضًا للعمل العسكري بحد ذاته.
حكومة عسكرية في غزة
إذا صوت الكابنيت لصالح خطة الاحتلال الكامل، فإن ذلك يعني انتقال السيطرة على غزة إلى الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر، وإقامة إدارة عسكرية في القطاع لأول مرة منذ عام 2005، وتشير مصادر إلى أن الجيش مستعد ميدانيًا لأي قرار يتخذ.
اجتماع حاسم خلال أيام
من المرتقب أن يعقد المجلس السياسي والأمني اجتماعًا مفصليًا هذا الأسبوع للتصويت على المسار النهائي الذي سوف تتبعه إسرائيل في غزة، وسط ترجيحات بأن يصوت لصالح الاحتلال الكامل في ظل قناعة آخذة في التبلور بأن حماس لا ترغب في التوصل إلى صفقة.
وقال مسؤول سياسي رفيع الثلاثاء: "يبدو أن حماس غير معنية بالاتفاق، ولهذا يضغط نتنياهو لتسريع مسار إطلاق سراح الرهائن قبل اتخاذ قرار الحسم العسكري".
عائلات الأسرى ترد
وفي رد قاسي، اتهمت عائلات المختطفين الإسرائيليين نتنياهو بتضليل الرأي العام، ووصفت خطته بأنها خدعة كبرى مستمرة منذ 22 شهرًا، وأضافوا أن رئيس الوزراء يواصل الترويج لفكرة أن العمل العسكري سيعيد الرهائن، دون وجود أي اتفاق فعلي يدعم هذا الادعاء.