أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحفظًا واضحًا بشأن إبداء موقف صريح تجاه احتمال فرض إسرائيل سيطرتها العسكرية على قطاع غزة، وفي حديثه لعدد من الصحفيين، أوضح ترامب أن اهتمام إدارته يتركز حاليًا على إيصال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصر دون الدخول في تفاصيل تخص الشأن العسكري، مؤكدًا: "نحن هناك الآن نحاول إطعام الناس، أما ما تبقى، فسوف يترك إلى حد كبير لإسرائيل".
تعاون دولي لتقديم الدعم الإنساني للقطاع
كشف ترامب أن إسرائيل إلى جانب عدد من الدول العربية، سوف تشارك في عملية توزيع المساعدات داخل غزة، مشيرًا إلى أن هذه الدول سوف تساهم أيضًا في توفير الدعم المالي، دون أن يوضح طبيعة هذا الدعم أو آليات تنفيذه.
وعكست تصريحات ترامب رغبة أميركية في تخفيف الكارثة الإنسانية دون التدخل المباشر في السيناريوهات العسكرية المطروحة.
نتنياهو يفضل الحسم العسكري الكامل
تزامنت تصريحات ترامب مع لقاءات أمنية عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع كبار القادة الأمنيين في تل أبيب، حيث ذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو عبر عن ميله إلى فرض سيطرة عسكرية شاملة على قطاع غزة، في خطوة قد تزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي.
يشار إلى أن ترامب كان قد طرح في وقت سابق من العام الجاري مقترحًا مثيرًا للجدل بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة المباشرة على قطاع غزة، وهو ما قوبل برفض واسع من قبل منظمات حقوقية ودول عربية والأمم المتحدة، بالإضافة إلى الفلسطينيين الذين اعتبروا هذا الطرح تدخلًا سافرًا وغير مقبول.
الحصار والدمار يدفعان غزة نحو الكارثة
ومنذ اندلاع العملية العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت قصف متواصل أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف وتشريد الغالبية العظمى من سكانه، في وقت تتفاقم فيه الأزمات المعيشية وتنتشر المجاعة بشكل مخيف، الأمر الذي دفع محكمة العدل الدولية لفتح تحقيقات ضد إسرائيل بتهم الإبادة الجماعية، إلى جانب اتهامات أخرى أمام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب.
إسرائيل تبرر حملتها
ورغم الإدانات الدولية المتزايدة، تواصل إسرائيل إنكار هذه الاتهامات، مبررة حملتها بأنها رد على هجوم نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل 1200 شخص، إضافة إلى أسر أكثر من 250 رهينة، وفق ما أعلنته السلطات الإسرائيلية حينها.