رواية الوسطاء تكشف التضليل الإسرائيلي حول تعثر المفاوضات.. من يقف وراء انهيارها؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت مصادر مسؤولة في الدول الوسيطة المشاركة في محادثات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، أن جهود الوساطة كانت على وشك التوصل إلى اتفاق شامل، قبل أن تتعثر فجأة بسبب قرار أحادي اتخذته الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يتناقض تمامًا مع الرواية الرسمية التي تروج لها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي تلقي باللوم على حماس في انهيار المسار التفاوضي.

محادثات مباشرة وأجواء إيجابية

بحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، فإن ممثلي الدول الوسيطة أجروا حوارات مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين خلال الأيام الماضية، وأكدوا خلالها أن الاتفاق كان شبه منجز في ظل أجواء تفاوضية وصفت بالإيجابية، وأشار الوسطاء إلى أن النقاط الخلافية كانت محدودة، وكان من الممكن التوصل إلى حلول مرضية لكلا الطرفين.

شروط حماس لم تكن تعجيزية

أوضحت تلك الجهات أن المطالب التي تقدمت بها حركة حماس لم تكن خارجة عن نطاق الممكن، ولم تصل إلى مستوى "الشروط المستحيلة"، وأن الفجوات في المواقف لم تكن كافية لتبرير وقف كامل للمفاوضات، وأكدوا أن هذا التقييم لا يقتصر على الوسطاء، بل يشاطره أيضًا عدد من الخبراء داخل المؤسسات الإسرائيلية المعنية بالملف.

قضايا إنسانية وخطط انسحاب قابلة للحل

في رسائل دبلوماسية نقلت مؤخرًا إلى الجانب الإسرائيلي، شدد الوسطاء على أن القضايا العالقة بما فيها الجوانب الإنسانية وتفاصيل ترتيبات الانسحاب كانت قابلة للتسوية، وأبدوا استغرابهم من انسحاب إسرائيل المفاجئ من المحادثات قبل حوالي 12 يومًا رغم أن الأجواء كانت تسير باتجاه التفاهم.

تحميل نتنياهو مسؤولية الانهيار

حمل الوسطاء بشكل مباشر حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية تعطيل المفاوضات، مؤكدين أن الطريق لا يزال مفتوحًا لإعادة تفعيل المسار التفاوضي إذا ما توفرت إرادة سياسية حقيقية لدى الطرف الإسرائيلي. 

ومع ذلك، أشاروا إلى أن الجانب الإسرائيلي لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي على الدعوات المتكررة للعودة إلى طاولة الحوار، ما يعكس فتورًا واضحًا في موقف تل أبيب تجاه استئناف المحادثات.

وكالات