أكدت وكالة بلومبرغ، على أن إسرائيل نادراً ما كانت بهذا القدر من العزلة أو الكراهية في نظر منتقديها، إذ أصبحت غزة، التي سويت بالأرض تقريباً وقتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين واستخدم ضدهم الغذاء والدواء كسلاح، لعنة تلاحق إسرائيل في المحافل الدولية.
وتحقق المحاكم الدولية في قضايا إبادة جماعية ضد إسرائيل، فيما بدأ حتى حلفاؤها المخلصون بالنأي بأنفسهم عنها، وطرحوا فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي لطالما عارضوها.
مخاوف من التطهير العرقي
وأشارت "الوكالة"، إلى أن حتى المؤيدون لإسرائيل يخشون أن يكون سبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستمر لإعلان "خطة اليوم التالي" لغزة هو أن التدمير نفسه هو الهدف، بما يخلق ظروفاً للتطهير العرقي للفلسطينيين من هذا الشريط الساحلي الصغير وتوطين اليهود الإسرائيليين فيه.
والجدير بالإشارة أن قرار نتنياهو بإصدار أوامر باحتلال مدينة غزة أدى إلى خلاف واضح مع رئيس الأركان العامة الإسرائيلي إيال زامير، الذي يعارض هذا التوجه.
خطة بلا استراتيجية خروج
كما يؤكد نتنياهو أن احتلال غزة بالكامل سيكون مؤقتاً، وأن القوات الإسرائيلية ستحل محلها قوات عربية بعد تدمير آخر معاقل حماس، لكنه وضع أهدافاً تتجاهل الشروط التي وضعتها الدول العربية للمشاركة.
ونتيجة لذلك، تفتقر الخطة إلى استراتيجية خروج واضحة وعدد قليل من المؤيدين. وتخشى عائلات الأسرى المتبقين أن تعني الخطة حكماً بالإعدام على أحبائهم.
كما استنكر الحلفاء التكاليف الإنسانية المؤكدة، حيث علّقت ألمانيا صادرات الأسلحة التي قد تُستخدم في غزة، وحتى وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أبدى استياءه من الخطة.
تداعيات كارثية على غزة وإسرائيل
وتجدر الإشارة إلى أن التداعيات على غزة وسكانها مروعة، إذ ستتطلب العملية مزيداً من النزوح الجماعي لسكان يعانون أصلاً من سوء التغذية والضعف. ويشكل هذا الاحتلال المفتوح، الذي لا يعترف به نتنياهو وأنصاره، خطراً طويل الأمد على مستقبل إسرائيل.
ووفقًا لما ذكرته "بلومبرغ"، فإن اعتماد إسرائيل على القوة وحدها في التعامل مع الأطراف الأخرى في المنطقة — من الفلسطينيين إلى إيران ولبنان وسوريا — يضعف بسرعة دعم حلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى الولايات المتحدة، مما ينذر بمستقبل قد تجد فيه تل أبيب نفسها "عارية" من الحلفاء والداعمين.
