مستقبل غزة بعد الحرب.. حليلة يكشف ملامح الخطة الانتقالية (تفاصيل)

سمير حليلة
سمير حليلة

 

في ظل تصاعد التساؤلات حول مستقبل الحكم في قطاع غزة عقب الحرب، عرض رجل الأعمال والسياسي الفلسطيني الدكتور سمير حليلة ملامح رؤية سياسية وإدارية للمرحلة الانتقالية المقبلة.

ملامح المرحلة الانتقالية

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور سمير حليلة، الذي طرح اسمه كمرشح أمريكي محتمل لتولي منصب حاكم قطاع غزة في "اليوم التالي"، أن قرار تعيينه لم يتخذ بعد، مشددًا على أنه لن يقبل بأي دور إلا بموافقة فلسطينية رسمية.

وأشار "حليلة"، في تصريحاته خلال مقابلة ضمن برنامج "طلة صباح" الذي تبثه فضائية معا وشبكة معا الإذاعية، إلى أن جميع تحركاته تمت بالتنسيق المباشر مع القيادة الفلسطينية، بهدف دراسة إمكانية تشكيل هيكل إداري وأمني ومالي لإدارة غزة بعد الحرب، بما يتوافق مع التفاهمات الفلسطينية والإقليمية والدولية.

تواصل مباشر مع القيادة وتنسيق إقليمي

وأكد "حليلة"، أنه بادر منذ البداية إلى التواصل المباشر مع الرئاسة الفلسطينية، بعيدًا عن أي وسطاء، للتأكد من أن خطواته تحظى بالدعم السياسي الكامل.

كما لفت "حليلة"، إلى أن تحركاته شملت لقاءات مع شخصيات قيادية ومسؤولين، بالإضافة إلى مشاورات مع أطراف عربية أساسية مثل مصر والسعودية، نظرًا لدورهما المحوري في ملف غزة، إلى جانب الولايات المتحدة التي وصفها بأنها الجهة الوحيدة القادرة على التواصل مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل.

موقف حماس: قبول بحكومة تكنوقراط

أما عن موقف حركة حماس، ذكر "حليلة"، أن الحركة أعلنت في أكثر من مناسبة استعدادها لقبول حكومة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بغض النظر عن المسمى، سواء كان "لجنة إدارية" أو "مجلس تكنوقراط"، شريطة منح هذه الحكومة كامل الصلاحيات في الملفات المدنية والخدمية، بينما تبقى الملفات الأمنية خاضعة لترتيبات خاصة وتفاهمات أوسع.

ونوه "حليلة"، إلى أن لقب "حاكم غزة" يحمل دلالات عسكرية لا تتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة، مقترحًا بدلاً منه "مجلس حكم انتقالي" يضم شخصيات فلسطينية تتولى المهام الإدارية وتمهد لانتخابات عامة أو لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي السياق ذاته، أوضح "حليلة"، أن هذا المجلس سيكون محدود الصلاحيات وخاضعًا للقوانين الفلسطينية، مع ضمان التنسيق الكامل مع منظمة التحرير والحكومة في رام الله.

صفقة شاملة لإنهاء الحرب خلال أسابيع

كما توقع "حليلة"، أن تشهد الأسابيع القادمة بلورة صفقة شاملة بضغوط أمريكية، تنهي الحرب وتحدد مستقبل غزة، وتشمل قضايا حساسة مثل انسحاب الجيش الإسرائيلي، مستقبل سلاح حماس، إعادة الإعمار، وترتيبات الإغاثة، إضافة إلى دور قوة عربية أو فلسطينية كبيرة في حفظ الأمن.

وشدد "حليلة"، على أن الولايات المتحدة تتعامل مع إسرائيل في هذه المرحلة كآخر طرف في سلسلة المشاورات، بعد التوصل إلى تفاهمات مع الأطراف العربية والفلسطينيين وحماس.

التحديات السياسية وردود الفعل

كما أقر "حليلة"، بأن طرح اسمه في هذا الإطار أثار موجة من الجدل، بين من اعتبره فرصة لإنهاء معاناة غزة، ومن تحفظ على الفكرة، منتقدًا ما وصفه بـ"شخصنة" الموضوع في وسائل الإعلام، مؤكدًا أن القضية لا تتعلق بالأسماء، بل بالهيكل الذي يمكن أن يلقى قبولًا محليًا ودوليًا.

"العمل العام في فلسطين دائمًا محفوف بالمخاطر"

وأردف "حليلة"، قائلًا: "من يريد أن يخدم عليه أن يكون مستعدًا لدفع الثمن"، واصفًا إدارة غزة في المرحلة الأولى بعد الحرب بأنها "مشروع انتحاري" نظرًا لصعوبة الظروف الأمنية والسياسية، لكنه شدد على أن الهدف الأسمى هو الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية ووقف الإبادة والتهجير بحق سكان القطاع.

وكشف "حليلة"، أن الخطوة التي كانت تهدف إلى تعزيز تعيينه، والتي أعلنت عنها وكالة معا أمس، بدأت فعليًا في يوليو 2024، في أواخر ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لكن تسارع تنفيذها جاء بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

كما شدد "حليلة"، أن مسألة تعيينه "لم تُحسم بعد"، لأن الحرب في غزة لم تنتهِ، وبالتالي فإن الحديث عن "اليوم التالي" ما يزال سابقًا لأوانه.

وكالة معا الإخبارية