تستعد مدينة ألاسكا الأميركية، اليوم الجمعة، لاحتضان قمة مرتقبة تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء يجذب أنظار العالم لما يحمله من دلالات سياسية وتاريخية، وقد التقى الزعيمان في مناسبات سابقة، لكل منها طابعها وأسلوبها الخاص.
لقاءات سابقة بين ترامب وبوتين
ووفقًا لما ذكرته شبكة "بي بي سي"، فأن أول لقاء جمع ترامب وبوتين كان في يوليو 2017، خلال قمة مجموعة العشرين في ألمانيا، بعد أشهر قليلة من دخول ترامب البيت الأبيض، حيث تبادلا كلمات ودية ومصافحة رسمية أمام عدسات الإعلام.
وفي نوفمبر 2017، اجتمع الزعيمان مجددًا في المنتدى الاقتصادي في فيتنام، حيث رصدتهما الكاميرات وهما يتبادلان الحديث وسط القادة العالميين.
أما في يوليو 2018، فقد التقيا في العاصمة الفنلندية هلسنكي لإجراء محادثات مغلقة، انتهت بإهداء بوتين كرة قدم لترامب من كأس العالم التي استضافتها روسيا.
وفي نوفمبر 2018، جمعتهما قمة العشرين في الأرجنتين، ثم التقيا آخر مرة في يونيو 2019 خلال قمة العشرين في اليابان.
أسلوب الزعيمين في الاجتماعات
وبحسب شهادات مسؤولين ودبلوماسيين تعاملوا مع أحدهما أو كليهما، فإن ترامب وبوتين يتبعان أسلوبين مختلفين تمامًا في اللقاءات الخاصة.
كما يعرف بوتين بخطاباته الطويلة وسرعة النطق التي تمنح محاوره فرصًا محدودة للرد، ما يصعّب مهمة المترجمين، وهو ما دفع ترامب إلى اصطحاب مترجم خاص.
ومن جهته، أوضح السفير البريطاني السابق في روسيا، لوري بريستو، أن لقاءات بوتين كلها تدور حول السيطرة على التوقيت والمحتوى والأجندة والنبرة، في حين أشارت فيونا هيل، المساعدة السابقة لترامب، إلى أن بوتين أحيانًا يسخر من ترامب بلغة روسية ساخرة تضيع مع الترجمة.
فيما أكد السفير البريطاني السابق توني برينتون، أن بوتين ليس شخصية عفوية، لكنه يوظف الابتسامات والنكات عندما يرى أنها مفيدة للعلاقات.
رسائل سياسية من قمة ألاسكا
ومن جهته، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، إن الأخير يتعامل مع الاجتماعات الخاصة كما لو كانت مؤتمرات صحفية عامة، دون استعداد مسبق أو قراءة مواد الإحاطة، بينما يستغل بوتين خبرته الاستخباراتية لمحاولة التأثير على ترامب.
كما يرى مراقبون أن قمة ألاسكا المرتقبة تحمل رسائل سياسية متعددة، وقد تشهد اختبارًا جديدًا للعلاقة المعقدة بين الزعيمين.