في لحظة مؤثرة جسدت عمق المأساة التي يعيشها الفلسطينيون تحت القصف، نشرت الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة من قطاع غزة، مساء الأحد، تدوينة على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيها: "حين ترى التراب يغطي أغلى ما لديك وقتها ستدرك كم هي تافهة الحياة"، كلمات بدت وكأنها وصية أخيرة إذ لم يمض وقت طويل حتى طالتها غارة إسرائيلية أودت بحياتها.
استهداف مباشر للمجمع الطبي
بعد ساعات قليلة فقط من نشرها للتدوينة تعرض مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع لقصف عنيف استهدف قسم العمليات في مبنى "الياسين" داخل المجمع، وأعلنت إدارة المستشفى أن القصف أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى بينهم صحفيون كانوا يقومون بتوثيق مشاهد الهجمات.
قائمة الضحايا من الصحفيين
من بين الذين ارتقوا إلى جانب مريم أبو دقة:
- الصحفي حسام المصري (مصور وكالة رويترز).
- المصور محمد سلامة.
- المصور معاذ أبو طه.
هؤلاء الصحفيون رحلوا بينما كانت كاميراتهم شاهدة على واحدة من أكثر اللحظات قسوة في غزة.
استمرار الحصار وتضييق الخناق
ترافقت الهجمات مع تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع، وكان الاحتلال قد فرض حصارًا شاملاً في الثاني من مارس الماضي قبل أن يخفف بعض القيود في مايو، إلا أن الوضع الإنساني ظل كارثيًا وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والمواد الأساسية.
زملاء المهنة يودعون مريم ورفاقها
نعى صحفيو غزة مريم أبو دقة وزملاءها مؤكدين أن الصحافة في فلسطين ما زالت تدفع الثمن الباهظ من دماء أبنائها لتبقى الحقيقة حاضرة أمام العالم رغم محاولات طمسها، فقد جسدت مريم وزملاؤها نموذجًا للتضحية والإصرار على أداء الرسالة حتى اللحظة الأخيرة.