كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، صباح الثلاثاء، عن زيارة قام بها وفد مصري إلى تل أبيب يوم الاثنين، في إطار الجهود المبذولة لدفع المفاوضات المتعلقة بصفقة الأسرى وإنهاء الحرب على قطاع غزة، وأوضحت الصحيفة أن الوفد الذي زار إسرائيل جاء من مستوى فني وليس رفيع، بهدف مناقشة التفاصيل الفنية الخاصة بالمحادثات، وعلى رأسها مسألة تحديد مكان انعقادها.
ورغم هذه الزيارة، ما زال موقع المفاوضات غير محسوم حتى الآن، حيث تأكد أن هذه الجولة لن تدار لا في مصر ولا في قطر، بخلاف ما جرى في جولات سابقة.
إسرائيل ترفض مقترحات الوسطاء
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم الرد على المقترح الأخير الذي قدمه الوسطاء والمتعلق بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وأشارت إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية تتحضر لاجتماع الكابينت المقرر عقده يوم الأربعاء، دون أن يكون ملف الأسرى ضمن أولويات جدول أعماله، وبذلك يتضح أن التمسك الإسرائيلي بالشروط المسبقة لا يزال يشكل عقبة أساسية أمام أي تقدم في المفاوضات.
قطر تطرح أفكارًا جديدة
من جانبها، ذكرت قناة i24NEWS أن قطر قدمت "أفكارًا جديدة" مستندة إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والذي يقضي بإطلاق سراح عشرة رهائن بالإضافة إلى عدد من الجثامين، على أمل أن تمنح هذه الصيغة لإسرائيل مبررًا للموافقة على الاتفاق.
وبحسب القناة، فإن المقترح الجديد يستند إلى المبادرة التي وافقت عليها حركة حماس في مطلع الأسبوع الماضي، إلا أن إسرائيل أوضحت أنها ترفض أي اتفاق لا يشمل الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، وهو ما يعكس تصلبًا في الموقف الرسمي.
اجتماع فني مصري – إسرائيلي
كما ذكرت القناة نفسها أن مسؤولين إسرائيليين اجتمعوا بوفد مصري فني يوم الاثنين، في محاولة لتنسيق بدء المحادثات المتعلقة بملف الأسرى، وخلال اللقاء شدد الجانب الإسرائيلي على التمسك بالشروط التي وضعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما أفرغ النقاش من أي تقدم ملموس، وأبقى على حالة الجمود السياسي.
نتنياهو يلوح بخيار عسكري
من جهتها، أكدت القناة الإسرائيلية 13 أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها لن ترد على المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس، وأنها لن تدخل في أي نقاش حول اتفاق لا يشمل الإفراج عن جميع الأسرى، ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن نتنياهو يدرس خيارًا أكثر تصعيدًا يتمثل في "احتلال غزة" بالكامل، بهدف اختبار رد حركة حماس على خطوة بهذا الحجم، كما أضافت أن المقترح المعدّل الذي قدمه المبعوث الأميركي ويتكوف لم يعد مطروحًا بالنسبة لنتنياهو.
تعقيدات المشهد وتصلب المواقف
المعطيات الحالية تعكس تعقيدًا كبيرًا في مسار المفاوضات، حيث يظهر أن الأطراف الوسيطة، سواء مصر أو قطر أو الولايات المتحدة، تواجه صعوبة في تقريب وجهات النظر. ففي حين تُبدي حماس استعدادًا لقبول مقترحات مرحلية، تصر إسرائيل على الحسم الكامل لملف الأسرى وفق شروطها الخاصة، وهو ما يعرقل أي اختراق محتمل ويدفع بالمشهد نحو مزيد من التصعيد السياسي وربما العسكري.