رسم الكاتب الأمريكي توماس فريدمان صورة قاتمة لمستقبل إسرائيل في ظل حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن الحرب في غزة تحولت إلى وسيلة لبقاء نتنياهو في السلطة، على حساب مكانة إسرائيل ومستقبلها.
حرب البقاء السياسي
وأشار "فريدمان"، في صحيفة "نيويورك تايمز"، خلال أن الحكومة الإسرائيلية تمارس "الانتحار والقتل والاقتتال الداخلي" في وقت واحد، حيث تدمر مكانة إسرائيل عالميًا، وتقتل المدنيين في غزة دون اعتبار لحياة الأبرياء، فيما ينقسم المجتمع الإسرائيلي واليهودي حول العالم بين داعمين لها مهما فعلت، وبين من لم يعد بمقدورهم تبرير أفعالها.
الغارة على المستشفى
كما أوضح "فريدمان"، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى في جنوب غزة وأدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا بينهم خمسة صحفيين ومسعفون، معتبرًا أن وصف نتنياهو لما جرى بأنه "حادث مأساوي" مجرد انعكاس لسياساته الهادفة لإطالة أمد الحرب للهروب من محاكماته الجنائية وتفادي لجان التحقيق التي قد تكشف مسؤوليته عن فشل منع هجوم 7 أكتوبر.
رهانات نتنياهو
وفي السياق ذاته، لفت "فريدمان"، إلى أن نتنياهو يعتمد على دعم وزراء اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى إلى تكثيف الاستيطان ومنع قيام دولة فلسطينية، وتشجيع تهجير الفلسطينيين تمهيدًا لضم الضفة وغزة.
وشدد "فريدمان"، على أن إسرائيل أضعفت حماس عسكريًا وقتلت معظم قادتها البارزين، إلا أنها باتت تبرر استمرار الحرب بملاحقة قادة ميدانيين صغار يعيشون بين المدنيين، ما يفاقم أعداد الضحايا الأبرياء بلا جدوى عسكرية حقيقية.
سياسات التجويع والتهجير
ووجه "فريدمان"، انتقاد حاد لسياسة إجبار مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح من منطقة إلى أخرى ثم هدم منازلهم، إضافة إلى التحكم في إدخال المساعدات الإنسانية كسلاح ضغط لدفعهم إلى مغادرة القطاع.
عزلة دولية متزايدة
كما أكد "فريدمان"، أن إسرائيل تسير نحو عزلة دولية غير مسبوقة، حتى أن بعض الإسرائيليين قد يترددون في التحدث بالعبرية خارج البلاد، فيما بات العالم يميز بين حرب تخاض من أجل بقاء إسرائيل، وأخرى من أجل بقاء نتنياهو السياسي.
انقسام داخلي عميق
حذر من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى انقسامات عميقة داخل الجاليات اليهودية والكنس حول العالم، مع تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل نفسها ضد حكومة نتنياهو.
واختتم "فريدمان"، بالقول إن المخرج الوحيد قد يكون بيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه أبدى خشيته من أن يكون الأخير قد وقع ضحية خداع نتنياهو، بعدما أقنعه بالتخلي عن خيار وقف إطلاق النار لصالح وهم "النصر الكامل".