كشفت شبكة CNN أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد، أمس الأربعاء، اجتماعًا مطولًا في البيت الأبيض استمر لأكثر من ساعة بمشاركة صهره ومستشاره السابق لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، إلى جانب كبار مساعدي الإدارة الأمريكية، لبحث خطة ما بعد الحرب في غزة.
تفاصيل الاجتماع
شارك في الاجتماع أيضًا المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي أعلن لأول مرة عن انعقاده خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، وأوضح ويتكوف أن ترامب ترأس الجلسة بنفسه لمناقشة ملامح خطة شاملة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، لافتًا إلى أن الخطة تحمل ما وصفه بـ"الدوافع الإنسانية" للرئيس الأمريكي، وتعكس رغبته في تحقيق "السلام والازدهار لجميع شعوب المنطقة".
وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، فإن ترامب شدد خلال الاجتماع على رغبته الجادة في إنهاء الحرب المستمرة، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل إضافية بشأن ما دار داخل الجلسة، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض لن يكشف المزيد في الوقت الحالي.
خطة "اليوم التالي"
وصف ويتكوف الخطة بأنها إطار متكامل لمرحلة ما بعد الحرب مؤكدًا أن الكثيرين سيشاهدونها قريبًا ويلاحظون فعاليتها، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية ومنها CNN، أكدت أن المعلومات المتوافرة حتى الآن لا تقدم صورة واضحة عن كيفية إعادة إعمار غزة أو من الجهة التي ستتولى إدارتها أمنيًا وخدميًا بعد انتهاء الحرب.
وأشار التقرير إلى أن جاريد كوشنر، الذي لعب دورًا محوريًا في التفاوض مع قادة المنطقة خلال الولاية الأولى لترامب، قدم استشارات غير رسمية لمسؤولي الإدارة بشأن التنسيق مع قادة عرب قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط.
ويذكر أن كوشنر يتمتع بعلاقات شخصية قوية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعود إلى عقود طويلة.
موقف واشنطن وتل أبيب من "حماس"
أكدت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن حركة "حماس" لن تكون قادرة على السيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول الجهة التي ستتولى توفير الأمن والخدمات لسكان القطاع في المرحلة المقبلة.
رؤية ترامب المثيرة للجدل
لم يفصح ترامب شخصيًا عن تفاصيل واضحة لرؤيته المستقبلية بشأن غزة باستثناء مقترح أثار جدلًا واسعًا عندما طرحه في فبراير الماضي إلى جانب نتنياهو، حيث اقترح فرض إدارة أمريكية على غزة، وتهجير جزء من سكانها ثم إعادة إعمارها وتحويلها إلى ما سماه "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقد أحدثت تلك الفكرة صدمة كبيرة على المستويين العربي والدولي عند الإعلان عنها لكنها غابت عن التداول الإعلامي والسياسي خلال الأشهر الأخيرة، مما يزيد الغموض بشأن الخطة الحقيقية التي قد يعتمدها ترامب بعد انتهاء الحرب.