كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب لصحيفة يديعوت أحرونوت عن أزمة مالية ولوجستية متفاقمة رافقت عملية "عربات جدعون 2" في قطاع غزة، حيث ارتفعت تكاليف العملية بشكل غير متوقع وسط غموض يحيط بمدتها الحقيقية إذ تشير بعض التقديرات إلى احتمال امتدادها لعام كامل.
وتشير المصادر إلى أن أبرز مظاهر العجز تجلت في عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على توفير السترات التكتيكية لجميع الجنود، وهي معدات كانت في الماضي حكرًا على وحدات النخبة لكن تقرر تعميمها منذ انطلاق العمليات البرية في غزة.
شكوى من نقص الميزانيات
أبدت المصادر العسكرية استياءها من تراجع مستوى التجهيزات والدعم المالي مؤكدة أن الوضع لم يعد كما كان عقب أحداث 7 أكتوبر 2023 حين كانت المخصصات العسكرية تضخ بلا انقطاع نحو القوات البرية، وتضيف المصادر أن استمرار القتال البري لعامين كاملين في غزة لم يكن متوقعًا، وهو ما جعل الأزمة المالية أكثر تعقيدًا.
شراء من السوق السوداء
بحسب الصحيفة العبرية، يمنع على الجنود تلقي تبرعات من جهات غير رسمية إلا أن ضباطًا وجنود احتياط اضطروا لشراء الزي العسكري والسترات التكتيكية عبر السوق السوداء أو من خلال صفقات غير قانونية مع جنود نظاميين وهو ما رفع أسعارها بشكل ملحوظ.
ورغم إعلان قيادة الجيش أنها نجحت مؤخرًا في سد بعض الثغرات المتعلقة بالمخصصات والمعدات القتالية وتزويد بعض الوحدات بخوذ وسترات حديثة، إلا أن الأزمة الجوهرية ما زالت قائمة وغالبية الجنود بانتظار تجهيزات قياسية لم تصل بعد.
أزمة تتزامن مع استدعاءات متكررة
تتواصل المعضلة في وقت يتدفق فيه آلاف جنود وضباط الاحتياط إلى ساحة المعركة ضمن عملية "عربات جدعون 2" رغم أنهم استُدعوا خمس أو ست مرات متتالية منذ بداية الحرب، ومع ذلك، ما يزال كثير منهم مضطرًا للقتال بزي قديم وتجهيزات غير ملائمة.
تكلفة تتجاوز 12 مليون شيكل
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن قيادة الجيش وافقت مبدئيًا على شراء زي تكتيكي جديد لجنود الاحتياط المشاركين في العملية، لكن وتيرة التنفيذ بطيئة للغاية، وتبلغ التكلفة المعلنة للعملية 12 مليون شيكل (أي ما يعادل نحو 3.6 مليون دولار)، فيما تؤكد مصادر أخرى أن الكلفة الحقيقية تفوق هذا الرقم بكثير، مما يعكس أزمة إدارة مالية ولوجستية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.