وهل يطيب العيش بلا غزة؟

وهل يطيب العيش بلا غزة *** بقلم / منيب حمودة

قالوا ::( هذا الوقت سيمضي ! ) وإذا مضى هذا الوقت وزمن القهر والخراب والنزوح والعذاب وحزن الفقد ؟ بعدما يتقدم العمر .. فهل تحمل أجسادنا المتهالكة بعض الأمل والحلم في العودة ؟! لبعض ما كنا ؟! وهل يسعفنا قليل مما تبقى من العمر !؟ وهل بوسع قليل من الفرح ؟! أن يجلي طوفان السخام العالق على جدار قلب 2 مليون فلسطيني غزي !؟ وهل تستوعب كل أوراق الدنيا ؟! ما تخطه الأقلام المفجوعة من بحر المٱسي ؟؟! كيف لغريق طوفان منذ 22شهرا ؟! أن يسابق الزمن ! وكيف يحتال الفلسطيني ؟! على النار التي تحرق حلمه الٱتي ؟ وهذا العمر أقصر من أن يساعدنا على بعض النسيان !؟ كيف وتظللنا خيام مهترئة !؟ ويفترش صغارنا رمال الأرض الرطبة بفعل تبولهم اللاإرادي ؟!؟ كلما تعمقنا في بحر طوفان العار ؟! تتزايد الأسئلة الواجبة ؟! فماذا تنتظر حماس !!؟؟ وعلى أي رصيف ميناء سترسو أقدام الغزيين في اليوم التالي !؟ هذا اليوم التالي يعمينا عن التدقيق وتفحص عمق نكبتنا منذ تفرد المتأسلمين في قرار غزة ؟! نكبتنا لا تقتصر على الفقد والدمار !! بل تتعداها إلى قتل الروح فينا ؟! وتجريف هويتنا ؟! وكل ما يجمعنا !؟ فتحول الفلسطيني الغزي الطيب الجميل والودود والكريم والعفيف؟؟ إلى هامش على أرصفة البقاء يبحث بل يلهث وراء سراب النجاة ؟! ومن حوله تتفلت عصابات العنف والفوضى واللصوصية والإجرام ؟! مافيات نتاج صناعة تثقيف جاهلي تتغذى على غريزة توحش بذرتها حركات مأجورة استطاعت أن تعيد تشكيل الشباب بما يخدم مشروعها التصفوي والعبثي القائم على التخريب والتجهيل ؟! قالوا هذا الوقت سيمضي ؟! نعم سيمضي وقد سكن فينا هذا الجدب العاطفي تجاه بعضنا وتجاه كل الوطن من محيط إلى خليج !؟ وأغتسلنا بصابون القذارة ؟! وتنشفنا بقبح الأخلاق ؟! فماتت إنسانيتنا !؟ ففقدنا شروط الحياة وأدوات العيش ؟! ليتقهقر تاريخنا ويمضي بنا إلى الخلف ؟! دون مرايا أو قبطان ؟! هكذا تمضي غزة لا بصر .. لا بصيرة ..لا مسار ؟! بلا عقل أو قلب !؟ تشبه الصخرة الصماء !؟ هذا جناه ثلاثي الطوفان على غزة ! الإحتلال وحماس والجزيرة !؟ لكن ووالله هذا قسم الوفاء ** غزة تذبح لكن لن تموت ** غزة تحترق لتبث الروح في الفينيق ** غزة توأم الحياة ** غزة كموج بحرها أبدية سرمدية ** هذا عهدنا بها ولها ** فيا حماس خذوا من لحمنا الحي و دمنا واتركوا لنا غزتنا ** لتحيا فينا ** وندفن فيها ** ونبعث منها ** فلا حياة بلا غزة * وهل يطيب العيش بلا غزة ؟