مجزرة جديدة.. غارة إسرائيلية تحول مدرسة للنازحين في غزة إلى مقبرة جماعية

غارة إسرائيلية
غارة إسرائيلية

في الساعات الأولى من فجر الأحد، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية عنيفة على مدرسة مكتظة بالنازحين في مدينة غزة مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، وحول المدرسة إلى مشهد أقرب إلى مقبرة جماعية، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.

المدرسة المستهدفة هي مدرسة الفرابي الواقعة بالقرب من ملعب اليرموك وسط المدينة، حيث أكدت المصادر أن القصف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في حصيلة أولية، إضافة إلى عشرات الإصابات الخطيرة والمتوسطة بين المدنيين.

شهادات تصف المشهد المأساوي

أكد شهود عيان أن قوة الانفجار كانت هائلة إلى درجة أن أجساد الأطفال تطايرت في الهواء لمسافات بعيدة عن عائلاتهم بينما تحولت أجساد أخرى إلى أشلاء متفحمة يصعب التعرف عليها، ووصف أحد الشهود المشهد بأنه "كارثة إنسانية بكل المقاييس" إذ تحولت المدرسة من ملجأ يضم عائلات هاربة من الحرب إلى مكان تغمره الجثث والدمار.

مشاهد صادمة

نشر صحفيون وناشطون فلسطينيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لقطات توثق حجم المأساة حيث ظهرت جثث أطفال متفحمة وممزقة بفعل شدة الضربة، وهذه الصور، التي انتشرت بشكل واسع، عكست حجم الفاجعة الإنسانية وأثارت موجة غضب واستنكار.

استهداف منازل وخيام نازحين

ولم يتوقف القصف الإسرائيلي عند المدرسة، إذ استهدف الطيران خلال ساعات الليل أيضاً أحد المنازل وعدداً من الخيام التي تؤوي نازحين مدنيين، كانوا نائمين بداخلها، وأدى القصف إلى سقوط المزيد من الضحايا، في وقت يتكدس فيه النازحون في أماكن مكتظة بلا أي ضمانة لسلامتهم.

سياسة قصف المباني المرتفعة

يأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة الماضي، عن بدء حملة لاستهداف المباني المرتفعة في مدينة غزة بزعم استخدامها من قبل حركة "حماس" كمراكز قيادة ومراقبة وقنص، لكن منظمات إنسانية ودفاع مدني محلي اعتبرت أن هذه الاستراتيجية تمثل شكلاً من أشكال التهجير القسري للمدنيين عبر تدمير مساكنهم وحرمانهم من الملاذات الآمنة.

الدفاع المدني

من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن استهداف الأبراج السكنية والمدارس يعكس سياسة واضحة لإجبار المدنيين على النزوح القسري، وتابع: "عائلات كاملة تلقى في العراء بلا مأوى، في غياب تام لأي مساحات آمنة، وهذا لا يهدد حياة الناس فقط، بل يسلبهم حقهم في البقاء والعيش بكرامة"، مؤكداً أن ما يجري يدخل في إطار جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع.

وكالات