كشف مصدر مطلع لـ"العربية" أن حركة حماس بدأت دراسة المقترح الأميركي الأخير عبر سلسلة من المشاورات مع الفصائل الفلسطينية وقياداتها الميدانية داخل قطاع غزة. وأوضح المصدر أن أي رد رسمي لن يصدر قبل اكتمال هذه المشاورات، في ظل التعقيدات الكبيرة التي يفرضها الواقع الميداني.
صعوبات في تسليم المحتجزين
بحسب المصدر، فإن من الصعب على حماس الالتزام بتسليم جميع المحتجزين الأحياء وجثامين القتلى خلال 48 ساعة كما ورد في المقترح نظرًا لحجم الدمار الواسع وعمليات التجريف التي طالت أجزاء كبيرة من القطاع، وأضاف أن عملية البحث عن رفات الضحايا تحتاج إلى وقت طويل وجهود ميدانية معقدة.
مخاوف من المماطلة الإسرائيلية
أكد المصدر أن حماس تبدي توجسًا كبيرًا من احتمال تلاعب إسرائيل بالاتفاق، كما حدث سابقًا عند تسليم المحتجز الأميركي عيدان ألكسندر، حيث اتهمت الحركة تل أبيب حينها بالمماطلة والتراجع عن التزاماتها، وشدد على أن الحركة لا تريد أن يتكرر هذا السيناريو مجددًا في اتفاق جديد.
موقف الحركة
أوضح المصدر أن حماس معنية بوقف الحرب بشكل شامل، لكنها ترفض أي صيغة تمنح إسرائيل سيطرة أمنية على غزة، كما أكد أن الحركة مستعدة لإبداء قدر من المرونة، على غرار ما فعلته سابقًا عندما وافقت على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي نصّ على تنفيذ خطوات جزئية وصولًا إلى اتفاق نهائي يشمل جميع المحتجزين.
ضغوط قطرية
في السياق ذاته، أفاد مصدر آخر بأن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مارس ضغوطًا على قادة حماس خلال محادثات في الدوحة أمس الاثنين، داعيًا إياهم إلى التعاطي بشكل إيجابي مع المبادرة الأميركية الأخيرة، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وتأمين الإفراج عن الرهائن.
حصيلة الحرب
واندلعت الحرب الحالية على غزة عقب هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 أسفر – وفق بيانات رسمية إسرائيلية – عن مقتل 1,219 شخصًا، وردت إسرائيل بإعلان حرب شاملة خلفت حتى الآن 64,522 شهيدا في قطاع غزة معظمهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة في غزة.
كما فرض الجيش الإسرائيلي سيطرته على نحو 75% من مساحة القطاع فيما تؤكد السلطات الإسرائيلية أن من أصل 48 رهينة محتجزين ما زال 20 شخصًا على قيد الحياة داخل غزة.