د.عزالدّين أبوميزر
مَنْ فِينَا الأنْذَلُ ...
اشْتَرَطَ ثَلَاثَةُ أَنْذَالِِ
مَنْ قَصَبَ السَّبْقِ يَفُوزُ بِهِ
وَيَكُونُ الأعظَمَ بِنَذَالَتِهِ
مُعتَزََا بِمَوَاهِبِهِ
وَإذَا بِامْرَأًةِِ مُثقَلَةِِ
بٍهُمُومِ الزّمَنِ وَخُلّبِهِ
أضنَاهَا طُولُ تَصَبُّرِهَا
وَفَرَاهَا الجُوعُ بِمِخلَبِهِ
أحَدُهُمُ قَامَ عَلَى عَجَلِِ
وَعَلَى السّاقَيْنِ بِمِضرَبِهِ
أوسَعَهَا ضَربََا وَبِغِلِِ
يَشفِي شَهوَاتِ مَآرِبِهِ
فَهَوَت لِلأرضِ بِلَا وَعيِِ
وَغَشَاهَا الألَمُ بِغَيهَبِهِ
لَهُمَا عَادَ كَمَا الطَّاوُوسِ
يَتِيهُ هَوَى بٍتَصَلُّبِهِ
وَالثّانِي قَامَ فأيْقَظَهَا
لِيُعِيدَ الجِسْمَ لِمَلعَبِهِ
بِالضّربِ لِيَخلُقَ عَاهَاتِِ
فَيَزِيدَ الألَمَ بِمَوجِبِهِ
وَالثّالِثُ يَهتِفُ مِن فَرَحِِ
وَيَقُولُ السّبقُ أفُوزُ بِهِ
قَالَ الإثنَانِ وَكَيفَ لِمِثلِكْ
سَبْقََا يُحرِزُ بِتَهَيُّبِهِ
أهُتَافُكَ وَالفَرَحُ سَيَكفِي
فِي عُرفِ السّبقِ وَمَذهَبِهِ
فَأجَابَ المَرأةُ هِيَ أمّي
وَأنَا الأنذَلُ بِتَغَرُّبِهِ
وَالنّذلَانِ هُمَا إسْرَائِيلُ
وَشَرقُ الكَونِ لِمَغرِبِهِ
وَالثَّالِثُ أغلَبُ زُعَمَانَا
مِن عَجَمِ القَومِ وَيَعرُبِهِ
وَالمَرأةُ غَزَّةُ أحسَبُهَا
فِي الكَونِ أشَدَّ عَجَائِبِهِ
