أكدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، استمرار نشاطها الإنساني والطبي في مدينة غزة رافضة الأوامر الإسرائيلية التي طالبت بإخلاء سكان المدينة ونقلهم إلى جنوب القطاع، وأوضحت المنظمة، في بيان رسمي نشر على منصة "إكس"، أن فرقها وشركاءها الميدانيين ما زالوا موجودين على الأرض، ملتزمين بتقديم الرعاية الصحية والإغاثة الطارئة للسكان رغم المخاطر الكبيرة.
ووصفت الصحة العالمية الأوامر الإسرائيلية بأنها غير واقعية ولا تراعي الظروف الإنسانية الحرجة، مؤكدة أنّها تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين خاصة الأطفال والمرضى وكبار السن الذين لا يستطيعون الانتقال بسهولة إلى مناطق الجنوب.
هشاشة البنية التحتية
وقالت المنظمة إن ما يسمى بـ"المنطقة الإنسانية" التي حددتها إسرائيل في جنوب القطاع تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات الضرورية مثل المستشفيات والمراكز الطبية والأدوية، وهو ما يجعلها غير قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من السكان والوافدين الجدد.
وأضافت أن هذه الخطوة ستزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة حيث تتصاعد الاحتياجات الطبية والغذائية والإنسانية بشكل يومي.
موقف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
من جانبه، عبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن صدمته من قرار الإخلاء الإسرائيلي، مشددًا على أنّه يطالب بنقل نحو مليون شخص من غزة إلى الجنوب وهو رقم يفوق قدرة أي منطقة على استيعابه.
ودعا غيبريسوس، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الكارثة، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لمنع تدهور الوضع الإنساني في القطاع، وقال: "هذه كارثة من صنع الإنسان، وعلينا جميعًا العمل لإيقافها وحماية المدنيين الأبرياء".
التزام الصحة العالمية تجاه المدنيين
وأكدت المنظمة أن فرقها الطبية مستمرة في تقديم الخدمات الصحية الطارئة، بما يشمل الرعاية للأطفال والمرضى النفسيين والمصابين في النزاع، مؤكدة أن التزامها بالبقاء في غزة جزء من مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية لحماية حياة المدنيين في أصعب الظروف.