أعادت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على عدة دول في المنطقة من سوريا ولبنان وصولًا إلى قطر، طرح سؤال جوهري حول قدرة بقية الدول العربية على الصمود أمام هجمات مماثلة، وبينما أظهرت بعض الدول هشاشة واضحة في دفاعاتها الجوية، برزت الجزائر كاستثناء حقيقي وصفته تحليلات عسكرية بأنها "الأكثر حصانة" بفضل منظومة دفاعية متكاملة واستراتيجية مستقلة في بناء قدراتها بحسب ما نشرته مجلة Military Watch التحليلية.
شبكة دفاع جوي متطورة
منذ العقد الماضي، وخاصة بعد سقوط نظام القذافي وما شكّله من تهديد أمني مباشر، عملت الجزائر على استثمار ضخم في أنظمة دفاع جوي بعيدة ومتوسطة المدى، فقد بنت شبكة تعتمد على منظومات S-300PMU-2 وS-400 الروسية إلى جانب أنظمة صينية مثل HQ-9، مدعومة برادارات حديثة قادرة على كشف وتتبع أهداف على مسافات بعيدة، وهذا التكامل يجعل اختراق الأجواء الجزائرية مهمة شبه مستحيلة.
قوة جوية متوازنة
إلى جانب الدفاعات الأرضية، عززت الجزائر قوتها الجوية عبر أسطول متطور من المقاتلات الروسية، أبرزها أكثر من 70 طائرة Su-30MKA، إلى جانب مقاتلات حديثة مثل Su-35 وMiG-29M، وتمثل هذه الطائرات عنصر ردع إضافيًا بفضل قدراتها العالية في التفوق الجوي، ما يمنح الجزائر توازنًا استراتيجيًا غير متوفر لدى غالبية الدول العربية.
تحدي أمام أي خصم محتمل
تشكل هذه القدرات الدفاعية تحديًا فريدًا أمام أي هجوم محتمل سواء من إسرائيل، تركيا أو حتى قوى غربية، فالجزائر لا تعتمد على أنظمة غربية محدودة الصلاحيات، بل على تسليح غير مقيد سياسيًا أو تقنيًا، ما يمنحها حرية كاملة في استخدام قدراتها العسكرية عند الحاجة.
مقارنة مع باقي الدول العربية
بينما لا تزال أغلب الدول العربية تعتمد على أنظمة دفاعية غربية تفرض عليها قيودًا تقنية وبرمجية تمنع استخدامها ضد مصالح تلك القوى، حافظت الجزائر على استقلالية قرارها العسكري، وهذه الاستراتيجية وضعتها في مكانة متقدمة ضمن دول المنطقة، حيث باتت تملك منظومات أحدث بأجيال كاملة من تلك التي تعتمد عليها إسرائيل أو تركيا.