على خطى السيسي.. هل يغير الناتو العربي موازين القوى في مواجهة إسرائيل؟

السيسي
السيسي

في ظل تصاعد التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، عاد الحديث من جديد حول الرؤية التي طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل نحو عقد من الزمان، والمتمثلة في إنشاء "جيش عربي موحد".

غياب الإرادة السياسية

وفي هذا الإطار، أكد الباحث المصري في شؤون الأمن القومي محمد مخلوف في تصريحات لـRT أن فشل العرب في تأسيس جيش موحد لم يكن بسبب نقص الإمكانيات، بل نتيجة غياب الإرادة السياسية، وتضارب المحاور، وتفتت المصالح، إضافة إلى التدخلات الخارجية.

وأوضح "مخلوف"، أن الفكرة ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى قيادة سياسية موحدة، وإرادة شعبية، وإطار قانوني ملزم، وتمويل مشترك مستدام، مع وضع استراتيجية أمنية واضحة.

مهام القوة العربية

وأشار "مخلوف"، إلى أن الهدف من تأسيس القوة العربية المشتركة هو الردع والمواجهة السريعة لأي تهديد، وإيصال رسالة بأن العرب قادرون على حماية أنفسهم بعيدًا عن التبعية، موضحًا أن القوة ينبغي أن تضم ألوية قتالية من مختلف الأفرع العسكرية، مع قوات خاصة ورجال استخبارات، بحيث تكون بمثابة جيش نظامي كامل أشبه بـ"ناتو عربي"، قادر على التدخل في أي مكان وزمان.

شرعية قانونية

كما شدد "مخلوف"، على أن إنشاء هذه القوة يتماشى مع قواعد القانون الدولي، وخاصة المادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة التي تسمح بإنشاء تنظيمات أو وكالات إقليمية لمعالجة قضايا الأمن والسلم الدولي، ما دامت متوافقة مع مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها. واعتبر أن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة قد تكون فرصة لإعادة إحياء المشروع.

رؤية استراتيجية مبكرة

ومن جهته، أكد أستاذ القانون الدولي الدكتور محمد محمود مهران، أن مبادرة السيسي عام 2015 كانت رؤية استراتيجية بعيدة المدى، وكان يمكن أن تغير ملامح المنطقة وتمنع التدخلات الخارجية، مشيرًا إلى إن الجيش العربي الموحد كان سيشكل آلية دفاع جماعي تستند إلى ميثاق الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع المشترك لعام 1950، كما أضاف أنه كان سيمنح العرب قوة ردع حقيقية ضد أي اعتداء خارجي.

ردع إسرائيل وتحديات الأمن

ولفت "مهران"، إلى أن هذا الجيش كان سيمنع كثيرًا من الأزمات التي شهدتها المنطقة، مثل التدخلات في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، مبينًا أن القوة كانت ستفعل مبدأ "الأمن الجماعي"، بحيث يعتبر أي اعتداء على دولة عربية عدوانًا على الجميع، وهو ما كان سيجعل إسرائيل تفكر ألف مرة قبل أي عمل عدائي.

حكمة الرؤية المصرية

وفي السياق ذاته، اعتبر الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن رؤية السيسي لإنشاء قوة عربية مشتركة كانت مبكرة ودقيقة، وأن تنفيذها كان سيحدث تغييرًا جوهريًا في خريطة التوازنات الإقليميةن مؤكدًا أن مصر، بامتلاكها أكبر جيش عربي من حيث التماسك والتنوع، قادرة على قيادة هذا المشروع.

القوة العسكرية والاقتصادية للعرب

ووفقًا لما جاء في بيانات "غلوبال فاير باور"، فإن الجيش العربي الموحد لو تم تأسيسه سيضم قرابة 4 ملايين جندي، وأكثر من 9 آلاف طائرة، و19 ألف دبابة، و51 ألف مدرعة، بالإضافة إلى 16 غواصة و900 سفينة حربية، بينما تبلغ القوة الاقتصادية المشتركة للعرب نحو 6 تريليونات دولار سنويًا.

التحدي النووي الإسرائيلي

وعلى الرغم من هذه القدرات، يرى محللون أن أي قوة عربية ستظل ضعيفة أمام التفوق الإسرائيلي النووي والدعم الأمريكي المباشر.

كما تشير تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لعام 2024 إلى أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 و400 رأس نووي، ووسائل إيصال متطورة تشمل صواريخ باليستية وغواصات وطائرات مقاتلة، مع سياسة "الغموض النووي" ورفض الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

روسيا اليوم