أطلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، تحذيرات صريحة أمام الكنيست، اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، مؤكداً وجود حالة من الغموض حول الخطة العسكرية الجارية في مدينة غزة، وعدم وضوح رؤية الحكومة بشأن "اليوم التالي" للحرب، وأوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يطلع القيادة السياسية والعسكرية على المراحل المقبلة مما يفاقم حالة القلق والانقسام داخل المؤسسات الإسرائيلية.
انتقادات مباشرة لسياسة نتنياهو
أشار زامير إلى أن الحكومة لم تحسم موقفها بشأن ما إذا كانت تسعى لفرض حكم عسكري في غزة، كما وصف منظومة توزيع المساعدات الإنسانية بأنها فاشلة بالكامل، ولفت إلى أن استمرار العمليات وفق المخطط الحالي يعرض الجنود والمخطوفين لدى حماس لمخاطر متزايدة.
بحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، فقد أبلغ زامير المستوى السياسي أن حركة حماس لن تهزم بشكل نهائي، سواء عسكرياً أو سياسياً حتى لو نجح الجيش في احتلال مدينة غزة، وشدد على أن العملية البرية المرتقبة لن تحقق "الحسم الكامل" وأن أي نتائج حقيقية سوف تتطلب توسيع العمليات إلى المخيمات المركزية في القطاع، وهو ما قد يفرض على إسرائيل تحديات مدنية ضخمة لا ترغب المؤسسة العسكرية بتحملها.
مخاوف على حياة الأسرى
تزامناً مع اتساع رقعة الهجوم في غزة وقيام الجيش بنسف أحياء سكنية بأوامر من نتنياهو، حذر قادة عسكريون من أن هذا النهج قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، وأكدت القناة العبرية أن نتنياهو عقد اجتماعاً أمنياً لبحث "السيناريوهات المحتملة" في حال إقدام حماس على إيذاء الأسرى أو إعدامهم دون أن تكشف تفاصيل الإجراءات التي يجري بحثها.
خطة الاحتلال التدريجي
في وقت سابق، أقرت الحكومة خطة نتنياهو لإعادة احتلال غزة بشكل تدريجي بدءاً من مدينة غزة، وبالفعل، أطلق الجيش في 3 سبتمبر الجاري عملية "عربات جدعون 2" بهدف السيطرة الكاملة على المدينة. هذه الخطوة أثارت موجة انتقادات داخلية واسعة، إذ يرى معارضون أنها تعرض حياة الجنود والأسرى للخطر، وتفتح الباب أمام مواجهة طويلة الأمد.
تكلفة إنسانية كارثية للعدوان المستمر
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي مباشر، يواصل الجيش تنفيذ هجمات وصفت بالمجازر بحق المدنيين، وأسفرت العمليات حتى الآن عن استشهاد 64,871 فلسطينياً وإصابة 164,610 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف وتفاقم المجاعة التي أودت بحياة 422 فلسطينياً بينهم 145 طفلاً.