صحيفة عبرية تفضح استراتيجية نتنياهو في غزة.. ما التفاصيل؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع إعلان إسرائيل بدء المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" الواسعة للسيطرة على مدينة غزة، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لأن يظل القطاع "تحت حصار أبدي".

عزلة إسرائيل تتعمق

وأشارت الصحيفة"، إلى أن نتنياهو، الذي بات يقر علنًا بأن إسرائيل "في عزلة"، يحاول أن يضفي هالة أيديولوجية على ما وصفته بـ"فشله الدبلوماسي والأمني"، في إشارة إلى فرض الهيمنة بالقوة العسكرية على غرار "إسبارطة" الإغريقية التي فرضت سيطرتها عبر الحروب.

وأكدت "الصحيفة"، أن عزلة إسرائيل ليست نتيجة "حملات دولية مشبوهة" أو "أعمال متطرفة في أوروبا الغربية" كما يزعم نتنياهو، بل جاءت نتيجة مباشرة لسياسات حكومته.

الحصار الأبدي

كما أردفت "الصحيفة"، قائلة: "بدلًا من الاستماع إلى تحذيرات شركاء إسرائيل ورسالة المجتمع الدولي الواضحة، من ضرورة إعادة الرهائن ووقف تدمير غزة وتعزيز الحل الدبلوماسي، يدعو نتنياهو إلى العيش تحت حصار أبدي".

وفي السياق ذاته، رأت "الصحيفة"، أن رئيس الوزراء، بدلًا من تهدئة الرأي العام والتعهد بإنهاء العزلة الدبلوماسية، ألمح إلى تهديدات غامضة، لافتة إلى قوله: "حتى عندما تُسقط قوة معينة.. تطفو قوى أخرى على السطح".

خلافات داخلية

ولفتت "الصحيفة"، إلى أن العزلة لا تقتصر على الساحة الدولية، بل تمتد إلى الداخل الإسرائيلي، حيث يكشف إصرار نتنياهو على توسيع المناورة البرية في غزة، خلافًا لمواقف رئيس أركان الجيش وكبار مسؤولي المؤسسة الدفاعية، عن عمق الخلاف.

كما وجه الجيش تحذير من أن التوغل في عمق غزة سيعرّض حياة الرهائن للخطر، وسيورّط إسرائيل في معركة طويلة بلا نهاية ضد جماعات مسلحة، في حين يصر نتنياهو على "تسريع العملية" التي وصفتها الصحيفة بأنها "غير مضمونة النتائج".

غياب الأهداف الواضحة

وأعربت "الصحيفة"، عن استغرابها من أن الجيش لم يحدد هدفًا واضحًا للمرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون"، مؤكدة أنه "لا يمكن المبالغة في خطورة هذا الخلاف مع المجتمع الدولي ومع المؤسسة العسكرية على حد سواء".

وأكدت "الصحيفة"، إن "إسبارطة ليست نموذجًا يحتذى به لدولة تعنى بالحياة"، محذرة من أن من يسعى لتحويل إسرائيل إلى نسخة منها "يقودها إلى كارثة".

وتابعت "الصحيفة"، أن "بدلًا من هدم أسوار الغيتو، على إسرائيل أن تفعل العكس: أن تبرم اتفاقية رهائن، توقف الحرب، توافق على شراكة إقليمية، تصغي إلى العالم، وتقبل بدوره كضامن لما بعد الحرب في غزة".

هآرتس