تزداد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تعقيدًا بعد التطورات الميدانية والسياسية الأخيرة، حيث شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًا واسعًا على مدينة غزة، وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه “أشد المراحل العسكرية”، مؤكدًا أن “غزة تحترق” في إشارة إلى حدة القصف والاشتباكات.
وفي موازاة التصعيد الميداني، أثارت الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة ردود فعل دولية غاضبة، وسط تحذيرات من أن استهداف الوسيط الأساسي قد يُفشل جهود التهدئة. قطر أدانت بشدة الهجوم، فيما حذّرت أطراف عربية ودولية من انعكاساته على مسار المفاوضات الإنسانية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تصريحات إنّه “غير سعيد” بالضربة التي استهدفت قطر، مؤكدًا أنه لم يُبلَّغ مسبقًا بتفاصيلها، وهو ما يتعارض مع تقارير تحدثت عن تنسيق إسرائيلي – أمريكي قبل التنفيذ. ترامب حذّر أيضًا حركة حماس من استخدام الرهائن كـ“دروع بشرية”، داعيًا إلى الإفراج الفوري عنهم.
وفي خضم هذه التوترات، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده تقترب من توقيع اتفاق دفاعي موسَّع مع قطر، في خطوة يُنظر إليها على أنها دعم مباشر للدوحة وتعزيز لدورها رغم الضربة الإسرائيلية.
المشهد الحالي يُظهر مفاوضات هشة تحت ضغط نيران الحرب ومصالح القوى الإقليمية والدولية، فيما يبقى مصير الرهائن والملف الإنساني رهينة ميدان ملتهب ووساطات مُعرّضة للانهيار.