كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، صباح الأربعاء 17 سبتمبر 2025، تفاصيل الساعات الأولى من عملية "عربات جدعون 2" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء، بعد دخول قوات مدرعة إلى قلب مدينة غزة في أعمق توغل بري منذ ما يقارب ثمانية عشر شهرًا، واعتبرت الصحيفة أن وجود الرهائن الإسرائيليين داخل القطاع يمثل أكبر معضلة أمام هذه العملية العسكرية الجديدة.
الدبابات تتقدم والطائرات تؤمن
شهدت شوارع غزة الرئيسية عبور دبابات "ميركافا"، التي تعرض بعضها لأضرار نتيجة هجمات المقاومة لكنها واصلت التقدم دون توقف، وفي الوقت نفسه، حلقت مروحيات "أباتشي" الهجومية لتوفير الغطاء الجوي وحماية القوات البرية من الكمائن.
شهادة مسؤول في سلاح الجو
نقلت الصحيفة عن العميد "ج."، رئيس قسم حماية الحدود في سلاح الجو الإسرائيلي، قوله: "المشهد انقلب رأسًا على عقب خلال دقائق، حيث تم قصف المنطقة بشكل مكثف لمنع أي هجوم محتمل من حماس على الدبابات المتوغلة"،
وأضاف أن التحدي الأكثر خطورة أمام الجيش يتمثل في إدارة العمليات القتالية بوجود الرهائن داخل مناطق الاشتباك.
غارات مكثفة خلال الساعات الأولى
خلال أول 12 ساعة من العملية، نفذت القوات الجوية ما يقارب 100 غارة مركزة استهدفت مواقع يشتبه في احتوائها على عبوات ناسفة، وأوضحت الصحيفة أن حماس طورت أساليبها الدفاعية، إذ لم تعد تكتفي بزرع المتفجرات في الطرق، بل أخفتها وسط الأنقاض، أو في الطوابق العليا للمباني المدمرة، وحتى داخل الجدران المطلية بإحكام لتفادي اكتشافها.
تكتيكات جديدة لحماس
أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن كتائب القسام استخدمت وسائل مبتكرة للتمويه، منها وضع متفجرات في صناديق ذخيرة إسرائيلية قديمة، أو داخل كتل إسمنتية مجهزة بكاميرات للتحكم عن بعد، وأخفي بعض هذه العبوات تحت غطاء "الطاقة الخضراء"، حيث وُصلت بألواح شمسية لإيهام المراقبين بأنها مجرد معدات مدنية.
خسائر حماس وبنيتها التحتية
بحسب تقديرات الجيش، فإن الضربات الجوية الأخيرة أسفرت عن مقتل المئات من مقاتلي حماس وإضعاف بنيتها التحتية العسكرية، ومع ذلك، ما تزال الحركة تراهن على أسلوب الكمائن والعبوات الناسفة لتعويض النقص في الأسلحة الثقيلة مثل قذائف الـ"آر.بي.جي" والذخائر الخاصة بالقناصة.
هدف استراتيجي لحماس
أكدت الصحيفة أن الحركة وضعت هدفًا مبكرًا يتمثل في أسر جندي إسرائيلي مشارك في المناورة، بغية إحداث صدمة معنوية وتحريك ما يقارب 2500 مقاتل متبقٍ في غزة، بينما يحاول بقية عناصرها التسلل جنوبًا مع موجات المدنيين النازحين باتجاه منطقة المواصي.
ساحة المعركة الجديدة
تشير التقديرات العسكرية إلى أن جزءًا كبيرًا من العبوات التي تستخدمها حماس مصدره ذخائر غير منفجرة خلفتها جولات القتال السابقة، من قذائف هاون إلى قنابل جوية، وهو ما يجعل مسرح العمليات داخل غزة أكثر تعقيدًا وخطورة على القوات الإسرائيلية المتوغلة.