مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع قرار حاسم بشأن غزة وسط مخاوف من فيتو أمريكي

مجلس الامن
مجلس الامن

يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، على مشروع قرار جديد يتعلق بقطاع غزة، يهدف إلى فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار إضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى القطاع المحاصر منذ قرابة عامين، ويأتي هذا التصويت بعد محاولات متكررة اصطدمت جميعها بالفيتو الأمريكي مما جعل كثيرين يشككون في إمكانية تمرير القرار رغم الدعم الواسع له من غالبية أعضاء المجلس.

خلفية التصويت ودور الأمم المتحدة

تعود بداية التحرك الجديد إلى أواخر أغسطس الماضي، حينما أعلنت الأمم المتحدة بشكل رسمي أن غزة تعيش حالة مجاعة واسعة النطاق تهدد حياة مئات الآلاف، وعندها بادر الأعضاء المنتخبون في مجلس الأمن إلى صياغة مشروع قرار إنساني يطالب بإزالة جميع العراقيل التي تمنع إدخال المساعدات. 

غير أن فرنسا وبريطانيا أعربتا عن شكوك حول جدوى صدور قرار إنساني فقط من مجلس معني بالأمن والسلم الدوليين، في ظل توقعات بأن واشنطن سوف تواصل عرقلة أي مبادرة لا تراعي مصالح إسرائيل.

بنود المشروع الجديد

وفقاً لوكالة "فرانس برس"، فإن النص الجديد يطالب برفع كافة القيود أمام دخول المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط، كما يشدد المشروع على الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ عملية السابع من أكتوبر 2023. 

وتشير البيانات الإسرائيلية إلى أن 251 شخصاً اختطفوا خلال تلك العملية، ولا يزال 47 منهم رهن الاحتجاز، بينهم 25 أعلن الجيش الإسرائيلي مصرعهم.

الفيتو الأمريكي يعطل القرارات السابقة

ليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها مثل هذا القرار، فقد سبق للولايات المتحدة أن استخدمت حق النقض (الفيتو) أكثر من مرة لإفشال مشاريع مشابهة، كان آخرها في يونيو الماضي، وأثار هذا الموقف الأمريكي غضباً واسعاً بين الأعضاء الـ14 الآخرين في المجلس، الذين باتوا يعبرون عن استيائهم من العجز الدولي عن وقف الحرب أو حتى التخفيف من معاناة سكان غزة.

لا بد من المحاولة

وفي معرض الرد على تساؤلات حول جدوى التصويت الجديد، قال دبلوماسي أوروبي – رفض الكشف عن هويته – إن التخلي عن أي تحرك سيكون بمثابة هدية للولايات المتحدة، التي لن تضطر إلى تبرير مواقفها أمام المجتمع الدولي، وأضاف: "قد لا يغير هذا القرار كثيراً على الأرض، لكنه على الأقل يظهر أن المجتمع الدولي لم يستسلم للصمت"، مشدداً على أن مجرد المحاولة يعد موقفاً بحد ذاته.

حصيلة دامية للحرب المستمرة

منذ اندلاع الحرب عقب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة مأساة غير مسبوقة، ووفق بيانات حكومة غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، فقد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 65 ألفاً، معظمهم من المدنيين، بينما أصيب عشرات الآلاف بجروح خطيرة. 

وكالات