ثلاث مراحل.. صحيفة عبرية تكشف تفاصيل خطة إسرائيل جديدة في غزة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

مع دخول الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة يومه الثاني، كشفت وسائل إعلام عبرية عن خطة عسكرية جديدة وضعها قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء يانيف عاسور تقوم على ثلاث مراحل وصفت بأنها "غير مسبوقة" في سجل المواجهات داخل القطاع.

ثلاث مراحل رئيسية للسيطرة

بحسب موقع والا العبري، تبدأ الخطة بما يسمى "مرحلة النار"، والتي تركز على تدمير شامل للبنية التحتية التي تصفها إسرائيل بالإرهابية، باستخدام وسائل متنوعة تشمل روبوتات أرضية وتحت أرضية، مع تنفيذ الضربات غالبًا في ساعات الليل.

أما المرحلة الثانية فهي العملية البرية، التي تعتمد على مبدأ "النيران السريعة" مقابل تقدم بطيء نسبيًا على الأرض، في حين أن المرحلة الثالثة توصف بأنها "عالية الأبعاد الأمنية" من خلال تجميع قدرات عسكرية واستخباراتية غير مسبوقة في الحروب الإسرائيلية.

تنسيق استخباراتي

أوضح الموقع، أن هذه المراحل جرى التخطيط لها على مدى الشهرين الماضيين بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وقيادة شؤون الأسرى والمفقودين مع مراعاة تخفيف المخاطر على الجنود، إلى جانب محاولة تقليل التهديدات المحتملة التي قد تطال الرهائن المحتجزين لدى حماس.

أهداف معلنة وصراع طويل

أطلقت إسرائيل عمليتها العسكرية تحت اسم "عربات جدعون 2"، معلنة أن الهدف المباشر يتمثل في هزيمة لواء مدينة غزة التابع لكتائب القسام الذي كان يقوده عز الدين الحداد قبل أن يصبح قائد الكتائب الجديد، ويقدر الجيش أنه يواجه ما يقارب 2500 مقاتل داخل المدينة مع توقعات باستمرار العملية حتى مطلع العام المقبل.

قصف غير مسبوق ومسارات نزوح

خلال الليلة الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على غزة عبر "أحزمة نارية" عنيفة سُمعت أصداؤها في الضفة الغربية ومناطق إسرائيلية، كما أعلن عن فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين لمدة 48 ساعة لتسهيل نزوح السكان جنوبًا بعد أن تكدس عشرات الآلاف على شارع الرشيد.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن الممر الإنساني يهدف إلى "تسهيل الانتقال" لكنه مقيد بالزمن، إذ يغلق ظهر الجمعة.

نزوح جماعي ومعاناة إنسانية

تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن 350 ألف فلسطيني على الأقل غادروا مدينة غزة منذ بدء الهجوم فيما لا يزال نحو 800 ألف مدني داخلها، وتتهم إسرائيل حركة حماس بالسعي إلى منع الإخلاء لتقييد حرية تحركات الجيش.

من جهتها، حذرت وكالة الأونروا من أن سكان غزة يعيشون في ظروف خوف ومعاناة متزايدة، مع تكثيف الغارات الجوية على الأحياء الشمالية والشرقية.

تعبئة عسكرية واسعة

استدعى الجيش الإسرائيلي نحو 60 ألف جندي احتياط إضافي للانضمام إلى العملية، إلى جانب 70 ألفًا آخرين في الخدمة بالفعل. ورغم الإرهاق الذي أصاب الوحدات الميدانية، فقد سجلت نسبة إقبال مرتفعة بين قوات الاحتياط تراوحت بين 75% و85%، وتشارك هذه القوات في الدعم اللوجيستي والاستخباراتي إلى جانب العمليات البرية.

توسع على عدة محاور

بالتوازي مع التوغل داخل غزة، أعلنت الفرقة 99 تنفيذ عمليات دفاعية على الحدود الشمالية للقطاع، بينما تولت فرقة غزة إدارة العمليات في الجنوب، ويؤكد الجيش أنه يسيطر حاليًا على نحو 40% من مساحة المدينة، مع هدف معلن بالسيطرة الكاملة على جميع الأحياء الرئيسية مثل الشجاعية والزيتون والتفاح والرمال وتل الهوى ومخيم الشاطئ.

انتقادات فلسطينية ودعوات للحماية الدولية

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بيانًا حذرت فيه من خطورة ما وصفته بـ"جرائم الإبادة والتهجير"، معتبرة أن ردود الفعل الدولية لا ترقى إلى مستوى المسؤولية، واتهمت المجتمع الدولي بالعجز عن تطبيق القانون الدولي أو تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية المتعلقة بحماية المدنيين.

وأكدت الوزارة أن الصمت الدولي أو التعايش مع خيارات الموت والتهجير يرقى إلى مستوى "التواطؤ"، مطالبة بجرأة عملية لتأمين حماية إنسانية عاجلة لسكان القطاع قبل فوات الأوان.

وكالات