تداولت وسائل إعلام رسالة بخط اليد نسبت إلى عبدالمطلب القيسي، منفذ عملية معبر الكرامة التي أسفرت أمس عن مقتل جنديين إسرائيليين، حيث أكد فيها أن ما يجري في غزة اليوم قد يمتد غداً إلى بلدان العرب والمسلمين إن ظل الصمت سيد الموقف.
رسالة عبدالمطلب القيسي
في وصيته التي عرفت بعنوان "الرسالة"، كتب القيسي المكنى بـ"أبو عيسى"، أن دمه سيكون شاهداً على تقاعس الأمة عن مواجهة الاحتلال، مخاطباً أبناء الأردن والعالمين العربي والإسلامي وخاصة أبناء العشائر في الشام من الأردن إلى فلسطين وسوريا ولبنان، قائلاً إنه يسجل موقفه أمام الله والتاريخ ملتحقاً بركب الشهيد ماهر ذياب الجرابعة الذي سبقه بأيام قليلة.
وشدد القيسي في وصيته على أن جرائم الاحتلال في قطاع غزة لن تبقى محصورة هناك بل ستمتد إلى كل الأوطان إن استمر الصمت، معتبراً أن ما يسمى بمشروع "إسرائيل الكبرى" سوف يتحقق على حساب الشعوب إذا لم تواجهه الأمة.
دوافع تنفيذ العملية
وعلى الجانب الآخر، أوضح أفراد من عائلته في منطقة الظهير بمرج الحمام غربي عمان، أن عبدالمطلب لم يكن ينتمي إلى أي تيار سياسي أو تنظيمي، وأن ما قام به جاء بدافع الغيرة والدفاع عن المظلومين في غزة، مؤكدين أنه كان شخصاً متديناً وملتزماً ولم يبد أي نية أو يترك إشارات تدل على تخطيطه للهجوم.
وبينت شهادات مقربين منه أنه ترك عمله في قطاع الشحن قبل ثلاثة أشهر ليتفرغ لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر الكرامة حيث كان معروفاً بين السائقين بلقب "أبو عيسى"، وأكدت عائلته أن لا عزاء رسمياً سوف يقام قبل وصول جثمانه وذلك لدواع أمنية، مشيرة إلى أن استقبال المعزين سيبدأ يوم دفنه.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أعلنت أن القيسي، المولود عام 1968، هو منفذ العملية التي انتهت باستشهاده عقب تبادل إطلاق النار مع قوات الاحتلال.