انفجرت فضيحة دبلوماسية قد تربك الحكومة في لندن، وذلك قبل ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية.
لقاء سري
ووفقًا لما ذكره موقع Daily Express البريطاني، فقد كشفت وثائق سرية عن لقاء بين ممثل بريطاني ومسؤولين في حركة حماس، في تناقض صارخ مع السياسة الرسمية لبريطانيا التي ترفض التواصل مع منظمات تصنف إرهابية.
وبدورها، سارعت وزارة الخارجية البريطانية، إلى إصدار نفي عاجل، إلا أن هذا النفي أثار أسئلة أكثر مما قدم إجابات.
وفي الوقت نفسه، تعمل الأجهزة الأمنية على تتبع كيفية انتقال هذه الوثائق من داخل غزة إلى الإعلام البريطاني، وما قد تحمله من دلالات.
حظر مزدوج على حماس
والجدير بالإشارة أن حركة حماس تخضع لتصنيف الإرهاب في بريطانيا منذ أكثر من عقدين، فقد تم حظر جناحها العسكري عام 2001، لكن في نوفمبر 2021 وسعت لندن الحظر ليشمل الحركة بكاملها، سياسياً وعسكرياً.
ويأتي هذا القرار بعد إدراك أعمق لطبيعة سيطرة الحركة على حياة مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
وقد عززت هجمات 7 أكتوبر 2023 هذا الموقف، إذ اعتبرت دليلاً عملياً أمام العالم على طبيعتها الإرهابية وسعيها العلني إلى محو دولة إسرائيل.
اجتماع يثير الجدل
كما تعكس الوثائق المسربة صورة معقدة للقاء جرى في فبراير 2022، ووفق مذكرة صادرة عن جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة داخلية حماس في غزة، فقد جرى اجتماع بين مسؤولين من الحركة وموظف مرتبط بالقنصلية البريطانية في إسرائيل.
وكشف التقرير المنشور في Daily Express، تفاصيل دقيقة حول اللقاء، كاشفاً أن الخطر لا يكمن في مجرد حدوثه، بل في الرسائل التي يزعم أنها نقلت خلاله.
ووفقًا لمنظمة NGO Monitor، المتخصصة في مراقبة أنشطة المنظمات غير الحكومية في مناطق النزاع، فقد قدّم الممثل البريطاني تطمينات لمسؤولي حماس بأن قرار بريطانيا بتصنيفها كمنظمة إرهابية لن يؤثر على المشاريع الممولة من الحكومة البريطانية في غزة.
التفسير البريطاني
أما عن الرواية البريطانية فقد جاءت مغايرة لما ورد في الوثائق، حيث أوضح الموظف البريطاني لمسؤولي حماس أن قرار الحظر اتخذته وزارة الداخلية، وليس وزارة الخارجية، ما يعني ضمنياً أن سياسة الخارجية لم تشهد تغييراً جوهرياً.
وبالرغم من ذلك، نفت وزارة الخارجية البريطانية بشكل قاطع أن يكون الأمر بمثابة "اجتماع" عادي، مؤكدة أن ما جرى كان بمثابة استدعاء قسري من جانب شرطة حماس لموظفها، وليس لقاءً منظماً.