رواية: صمود على التلال

علي.jpg
علي.jpg

رواية: صمود على التلال بقلم المحامي علي ابوحبله

الفصل الأول: فجر الأرض في قرية "الضياء"، حيث تتعانق التلال مع أشجار الزيتون العتيقة، كان الفجر ينساب بين البيوت الحجرية، ويعكس بريقًا خجولًا على الحقول المروية بالندى. آدم أبو نوار، شاب في ربيع عمره، كان يتفقد كروم الزيتون التي ورثها عن أبيه وجده، يشعر بثقل المسؤولية. فجأة، اخترق الصمت أصوات صياح عالية، ودراجات نارية ترتطم بالحجارة، لتعلن عن اقتراب الدخلاء. مريم حسن، أم لأربعة أطفال، شعرت بقشعريرة تتسلل إلى قلبها وهي تحمي صغارها. مريم: "آدم… أسرع! الأطفال في البيت!" آدم: "لن أتركهم… لن يسمحوا لنا بالخوف!" على التلال، ظهر شبيبة التلال، أداة العنف والجبروت، يقتحمون الحقول، يحرقون محاصيل القمح والزيتون، ويسرقون الأغنام، محاولة زرع الرعب في نفوس السكان.

الفصل الثاني: ليلة النار ليلة مظلمة، والقرية نائمة، اقتحم الدخلاء بيت عائلة "حسن" وهم نيام. ألسنة اللهب التهمت الغرف بسرعة، وأشعلت رعبًا لا يوصف. مريم صرخت بحسرة، محاولة حماية أطفالها، لكنها واجهت العجز أمام اللهيب والظلام. الأبناء الأربعة ووالدتها لم ينجوا إلا بمعجزة، لكن أثر الحادث ظل محفورًا في ذاكرة القرية. في صباح اليوم التالي، وقفت القرية أمام رماد المنزل المشتعل، والألم والغضب امتزجا في النفوس. هذا الهجوم أصبح رمزًا لعنف الدخلاء، ومحاولة لإخضاع الأهالي نفسيًا.

الفصل الثالث: الفتى المحترق بينما كان آدم أبو نوار يجمع الزيتون في المزرعة، وصلته أخبار محزنة عن حادث آخر: الفتى يوسف الزهري، في ربيع عمره، تعرض لمحاولة حرق أثناء نومه في بيت جده. تم إنقاذه، لكن آثار الحروق والصدمة النفسية ظلت عميقة، لتكون شاهدة على جبروت المعتدين. الشيخ سامي أبو الفهد، أكبر شيوخ القرية، خاطب الأهالي بحزم: "كل اعتداء على أرضنا أو أبنائنا درس لنا… لن نخضع ولن نسمح للخوف بأن يسيطر."

الفصل الرابع: صمود اليوميات رغم المآسي، لم يستسلم أهل الضياء. النساء يزرعن الحدائق خلف البيوت، الشباب يحرسون الحقول، والأطفال يتعلمون حب الأرض والتمسك بالهوية. آدم: "كل شجرة زيتون نحميها، وكل حقل نحافظ عليه، هو مقاومة صامدة." مريم: "سنعلم أطفالنا الصمود، لن يسمحوا لأحد بسرقة أرضنا أو أرواحنا." القرية أصبحت مثالًا حيًا للتلاحم والتعاون، رمزًا للصمود اليومي الذي يرفض الانكسار أمام العنف والتهديد.

الفصل الخامس: إرادة لا تُقهر مع مرور الأيام، أصبح واضحًا أن الدخلاء لم يستطيعوا كسر الإرادة الفلسطينية. كل هجوم وكل محاولة إرهاب زادت أهل القرية تمسكًا بحقوقهم. الحقول المحروقة، الأشجار المثمرة، والبيوت المهددة، كانت شاهدة على التضحيات اليومية. كل حادثة عنف لم تُضعف الإرادة، بل زادتها قوة، وأثبتت أن الصمود هو أقوى سلاح ضد الظلم والجبروت. الشيخ سامي: "الأرض تحمل في جذورها إرادة الشعوب… ولن تُمحى مهما اشتدت النيران." الفصل السادس: بين الرماد والأمل مع كل صباح جديد، وبين أصوات الصراخ واللهب، يولد الأمل من رحم الألم. الأرض، بشموخ تلالها، وأشجارها العتيقة، وحقولها الممتدة، تذكّر الجميع بأن الصمود هو الطريق الوحيد للحفاظ على الهوية والحق. آدم: "لن تزرعوا فينا الخوف… لن تتجاوزوا إرادتنا." مريم: "سنبني من الرماد، وسنزرع من جديد… فهذه الأرض لنا، وسنحميها مهما كلفنا الثمن." القرية تحت صمت التلال، رغم كل ما حدث، ظلت حية، ممتدة بين الماضي والحاضر، شاهدة على أن الإرادة والصمود الفلسطيني هما روح الأرض وهويتها.

البوابة 24