شهد اجتماع الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط أجواء مشحونة، بعدما انفعل النائب المصري محمد أبو العينين، رئيس الجمعية، على المندوب الإسرائيلي، محملاً إياه مسؤولية الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في قطاع غزة، وقد عرض الإعلامي أحمد موسى في برنامجه "على مسئوليتي" مقاطع من الجلسة، أظهرت لحظة المواجهة الساخنة.
أين هو السلام الموعود؟
أبو العينين تساءل بحدة: "أين السلام الذي نتحدث عنه كل يوم؟" مؤكداً أن الدعوات المتكررة للجلوس على طاولة المفاوضات لا تجد صدى على أرض الواقع، حيث يصر الاحتلال – بحسب تعبيره – على قتل الأبرياء واستهداف الأطفال وأضاف: "من يمكن أن يقبل بهذا المنطق؟!".
التصعيد الإقليمي وضغوط الداخل
في كلمته، انتقد أبو العينين التدخلات الإسرائيلية والإقليمية قائلاً: "أنتم تتحدثون عن سوريا، لكن لماذا ذهبتم 400 كيلومتر في العمق؟"، مشدداً على أن المنطقة كلها تشتعل بالصراعات، ومصر ليست بمنأى عن هذه الضغوط، سواء على مستوى القيادة أو الشعب ومع ذلك هناك قوى تدفع الشرق الأوسط نحو الهاوية.
إبادة جماعية ومعاناة إنسانية
وصف أبو العينين ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية مكتملة الأركان"، مشيراً إلى مشاهد المأساة اليومية: "آلاف العائلات المطرودة من منازلها، نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، مستشفيات مدمرة، وأطفال يموتون جوعاً وقهراً'، وأكد أن مئات الرسائل تصل إليه يومياً من أهالي غزة تنقل قصصاً موجعة عن حجم الكارثة.
السلام العربي والخذلان المستمر
ذكر البرلماني المصري بمبادرة السلام العربية لعام 2002 التي عرضت اعترافاً عربياً كاملاً بإسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية مستقلة، لكنه تساءل: "ماذا كانت النتيجة؟ الاحتلال استمر، والتهجير تضاعف"، واتهم إسرائيل بتنفيذ خطة ممنهجة لطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ومصادرة أراضيهم وتشتيتهم في أنحاء العالم، بهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائياً.
رسالة إلى الأمم المتحدة والعالم
وجه أبو العينين انتقاداً صريحاً إلى الأمم المتحدة، قائلاً: "نقدر مواقفكم الأخيرة، لكنها غير كافية، لا يكفي أن نرفع الصوت في قضايا صغيرة بينما يهجر مليونان ونصف إنسان من بيوتهم، هل هذه هي حقوق الإنسان التي تتحدثون عنها؟!".
تحذير من انفجار وشيك
في ختام كلمته، حذر أبو العينين من أن المنطقة تمر بـ أخطر لحظة تاريخية، مشدداً على أن الانفجار قد يقع في أي وقت إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف الجرائم ضد غزة، وأكد أن الواجب الإنساني يفرض على الجميع قول الحقيقة بلا تجميل: "ما يحدث جريمة ضد الإنسانية، وعلى العالم أن يتحرك فوراً لإيقافها".
