كشفت تقارير إعلامية عبرية عن رسالة داخلية حملت توقيع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، وجهها إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حذر فيها من مخاطر ومبررات الهجوم العسكري على قطاع غزة، والرسالة، التي سربت قبل يوم واحد من لقاء نتنياهو المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن لمناقشة مقترح إنهاء الحرب، اعتبرت أن العمليات الميدانية تفتقر إلى هدف سياسي واضح وتعرض حياة الجنود والرهائن لخطر مباشر.
مضمون الرسالة
جاء في نص الرسالة، بحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية، أن "مجندو الجيش يعودون إلى نفس الأماكن بلا غاية سياسية"، وهي عبارة حملت انتقادًا لافتًا لمنهجية التحركات العسكرية الحالية، وحذر زامير من أن استمرار العمليات قد يؤدي إلى تدهور وضع الرهائن، وأن أي عملية تبقى بلا نهاية سياسية محددة تزيد من المخاطر بدلاً من تحقيق انتصار استراتيجي، كما لفت إلى أن إسرائيل لا تمتلك بديلًا واضحًا قادرًا على إزاحة حركة حماس من قطاع غزة وإدارة المشهد السياسي هناك.
رد الجيش
رد المتحدث باسم الجيش بإصدار بيان رسمي اعتبر أن الوثيقة المعنية "مستند حساس وسري للغاية" تم تسليمه يدويًا إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وأن تسريب محتواها إلى جهات غير مخولة يعد انتهاكًا لأمن الدولة ويستدعي محاسبة، وأضاف البيان أنه من منطلق الحساسية المرتفعة للملف لن يعلق الجيش على مضمون الوثيقة بشكل تفصيلي.
صدمة عائلات الجنود
أثارت التسريبات غضبًا واسعًا بين أهالي المجندين الذين يخدم أبناؤهم في غزة فقد عبر عدد منهم عن صدمة عميقة وقالوا إن ما جاء في المستند يفضح "حقيقة مقلقة" ويدفعهم إلى فقدان الثقة بالمقاربة العسكرية والسياسية على حد سواء.
وهاجم البعض السياسيين قائلاً إن "أولادنا يرسلون للموت دون هدف واضح"، فيما أعلن ناشطون من العائلات عزمهم تنظيم مسيرة حاشدة يوم الثلاثاء للمطالبة بوقف ما وصفوه بـ"حرب العبث".
انعكاسات محتملة على السياسة والأمن القومي
يأتي التسريب في توقيت بالغ الحساسية، إذ يتزامن مع محطات دبلوماسية تهدف إلى إنهاء العمل العسكري وفتح مسارات سياسية، ويفتح فضح مضمون الرسالة عدة تساؤلات عن الانسجام بين القيادة السياسية والعسكرية، ومدى تأثير ذلك على مصداقية الخطط الميدانية وعلى مصير المبادرات الدولية الرامية لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن.
