توني بلير يعود إلى الواجهة كلاعب رئيسي في خطة ترامب للسلام.. وهذا دوره في غزة

توني بلير
توني بلير

بينما تنتظر الأطراف الإقليمية والدولية رد حركة حماس على الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، كشفت تقارير أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير سوف يقود آلية الحكم المؤقت في قطاع غزة والتي يطلق عليها اسم "مجلس السلام"، وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يرى في بلير أحد أبرز الأسماء المرشحة لقيادة هذا المجلس، مشيداً به باعتباره رجلًا صالحًا يحظى بالاحترام الدولي، على حد وصفه.

عودة بعد ثلاثة عقود

لم يكن اختيار بلير مفاجئاً، إذ سبق له أن تعامل مع القضية الفلسطينية منذ توليه رئاسة الوزراء في بريطانيا عام 1997 ثم كمبعوث للجنة الرباعية الدولية حتى 2015، واليوم، وبعد ما يقارب ثلاثة عقود من ظهوره الأول في هذا الملف، يعود بلير البالغ من العمر 72 عاماً كلاعب رئيسي في خطة ترامب ذات العشرين بنداً. 

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بلير كان وراء العناصر الجوهرية للخطة، خاصة تشكيل مجلس السلام الذي سوف يدير غزة مؤقتاً لحين إدخال إصلاحات على السلطة الفلسطينية.

انتقادات فلسطينية

في المقابل، أثارت فكرة عودة بلير للواجهة غضباً واسعاً بين أوساط فلسطينية فقد اعتبر كثيرون أن اسمه يرتبط مباشرة بدعمه لإسرائيل ومشاركته في حرب العراق مما يجعله شخصية غير مرحب بها، وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: "كنا بالفعل تحت الاستعمار البريطاني، واسم بلير يذكؤنا بالحرب والدمار، لا بالسلام".

ويرى معارضوه أنه لم يحقق أي اختراق لصالح حل الدولتين خلال سنوات عمله السابقة، على عكس رئيس الوزراء البريطاني الحالي كير ستارمر الذي أعلن اعتراف بلاده بدولة فلسطينية.

علاقة وثيقة مع نتنياهو

على الجانب الإسرائيلي، يحظى بلير بتقدير ملحوظ لدى القيادة السياسية خاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تجمعه به علاقة وصفتها تقارير أميركية بـ"الودية"، ونقل مقربون عن رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك قوله إن بلير كرس جزءاً كبيراً من جهوده لإنهاء هذا الصراع، معتبراً أن وجوده على رأس المجلس قد يسهل قبول الفكرة داخل إسرائيل، حتى وإن كان هناك رفض لمشاركة السلطة الفلسطينية مباشرة في إدارة القطاع.

بين الدبلوماسية والجدل الشعبي

تطرح مسيرة بلير السياسية مزيجاً من الدبلوماسية المثيرة للجدل، فقد كان رئيس وزراء بريطانيا بين عامي 1997 و2007 عن حزب العمال ثم لعب دوراً بارزاً في الشرق الأوسط مبعوثاً للجنة الرباعية، وبعد خروجه من الحياة السياسية الرسمية، أسس معهد توني بلير وواصل تقديم الاستشارات السياسية، وخلال الحرب الأخيرة، راجت أنباء عن احتمال تكليفه بمهمة إنسانية في غزة، قبل أن تعلن واشنطن نيتها وضعه على رأس مجلس السلام.

وكالة معا الاخبارية