نشرت تقارير عبرية تحذيرات من أن الجيش الإسرائيلي حدد سلسلة من الخطوط الحمراء على طول محور فيلادلفيا المتاخم للحدود المصرية، معتبرة أن غياب ترتيبات واضحة بشأن الشريط الأمني وحرية الحركة العسكرية سوف يعرقل قدرة القوات على الاستجابة بعد انتهاء العمليات القتالية.
الموقف الميداني
أشار المصدر ذاته إلى أن قيادة الجيش ترى أن الواقع على الأرض هو الذي سوف يفرض معالم المرحلة القادمة لا الحوارات الدبلوماسية الفضفاضة، وذكر التقرير بتصريحات قيادات رفيعة تؤكد أن الجيش مستعد لاتخاذ إجراءات شاملة حتى لو تطلب الأمر انسحابًا مؤقتًا ثم عودة لاحقة للقتال لضمان تنفيذ أي صفقة تبادل أسرى أو ترتيبات لاحقة.
صدام بين الأهداف والاحتياجات
أوضح التقرير أن هذا الموقف العسكري يتناقض مع رؤية رئيس الحكومة الذي حدد أولويات الحرب بـ"تفكيك حماس ثم تحرير الأسرى"، لكن السلوك العملياتي الفعلي، وفق الموقع، يظهر حذرًا متزايدًا في التقدم داخل غزة خشية تكرار إخفاقات ميدانية سابقة وخصوصًا حادثة نفق رفح في أغسطس 2024 التي كلفت المؤسسة العسكرية ثمنًا بشريًا كبيرًا.
واشنطن تقدم وعودًا غامضة
رغم التأكيدات الأميركية العامة على حق إسرائيل في أمنها، اعتبر التقرير أن تصريحات البيت الأبيض لم توفر الضمانات التشغيلية الضرورية للجيش، مما أثار قلقًا لدى القيادات العسكرية التي تطالب بصيغة عملية تضمن استمرار حرية التصرف الميداني بعد أي اتفاق.
من وجهة نظر الضباط، يجب أن يتضمن أي ترتيب مستقبلي حرية عمل عملياتية كاملة للجيش داخل قطاع غزة، إقامة محيط أمني واسع حول المستوطنات المحيطة، وضمانات تمنع أي قوة خارجية من تقييد قدرة القوات الإسرائيلية على الرد السريع، وأعلنت الهيئة أن وجود قوة أجنبية غير ملمة بواقع العمل الميداني سيقوّض فعالية الجيش ويقيد تحركاته.
محور فيلادلفيا
اعتبر التقرير محور فيلادلفيا نقطة محورية ومن يسيطر عليه يحدد من يدخل ويخرج من غزة، مشيراً إلى أن ثغرة تاريخية في هذا المحور سمحت سابقًا بتهريب كمية كبيرة من الأسلحة بعد الانسحاب عام 2005، واليوم، يحرص المخططون على إبقاء هذا المحور تحت رقابة صارمة وسط مؤشرات على احتمال قبول مصري مؤقت لتسهيلات تحت ضغوط أميركية.
حلول وسطية محتملة
كشفت مصادر دفاعية عن فكرة "حل مبتكر" قد يجمع بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة عبر آلية تفتيش مشتركة واعتماد أنظمة مراقبة وتحكّم عن بعد، وهذه الصيغة قد تكون محاولة لتوفيق الموقف المصري مع المتطلبات الإسرائيلية دون نشر قوة أجنبية واسعة على الأرض.