صدمة لتل أبيب.. اتفاق قطر–أميركا يحرج نتنياهو ويمنح قادة حماس حصانة إضافية

قطر والولايات المتحدة
قطر والولايات المتحدة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، أن الاتفاق الأمني الموقع بين الولايات المتحدة وقطر يعكس بوضوح المأزق الذي قاد إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نتيجة الحرب المستمرة في غزة.

فشل محاولة اغتيال قادة حماس

ونقل المحلل العسكري عاموس هرئيل، أن الإنجازات الإسرائيلية في المواجهة مع إيران وحزب الله بدت ملموسة، إلا أن الحرب على حماس استنزفت إسرائيل سياسيًا ودبلوماسيًا.

وتوقف عند محاولة اغتيال فاشلة استهدفت قيادات الحركة في الدوحة في 9 سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أن القصف تم خلافًا لتوصية رئيس الأركان ورئيس الموساد وأن الخلل الاستخباراتي أتاح لهم النجاة.

وأوضح أن العملية لو نجحت كانت ستثير غضب ترامب بسبب استثماراته الواسعة في قطر، إضافة إلى القاعدة العسكرية الأميركية الضخمة هناك.

ضغوط ترامب وحرج نتنياهو

وبحسب الصحيفة، فإن فشل العملية دفع ترامب إلى تكثيف جهوده لفرض صفقة جديدة في غزة، وأجبر نتنياهو على تقديم اعتذار رسمي لرئيس الوزراء القطري. واعتبر هرئيل أن ذلك مثّل إهانة سياسية واضحة لنتنياهو، وفي المقابل عزز حصانة قيادة حماس في الخارج، طالما بقوا في الدوحة.

موقف الداخل الإسرائيلي

وأشار هرئيل إلى أن استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر أن غالبية الإسرائيليين باتوا مستعدين لقبول اتفاق جزئي يضمن عودة الأسرى ووقف القتال، حتى لو لم يحقق أهداف اليمين المتطرف، لكنه شدد على أن خطة ترامب تتعارض تمامًا مع رؤى اليمين المسيحاني داخل الحكومة الذي يدفع نحو الاحتلال الشامل والتهجير وإعادة الاستيطان في غزة.

إيران في المعادلة الإقليمية

وحول الموقف الإيراني، لفت هرئيل إلى أن طهران تلتزم صمتًا نسبيًا رغم العقوبات الأوروبية الجديدة على برنامجها النووي، مرجحًا أن النظام الإيراني لا يرغب بإنهاء الحرب في غزة أو تسهيل أي اتفاق تطبيع بين إسرائيل ودول محورية مثل السعودية أو إندونيسيا، وهي المبادرات التي ألمح إليها ترامب.

وأضاف أن التوتر بين إسرائيل وإيران يتصاعد مجددًا، رغم تصريحات ترامب التي اعتبر فيها أن حرب غزة دمرت المشروع النووي الإيراني، مؤكداً أن "الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك".

الوضع الميداني في غزة

ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في محور نيتساريم جنوب مدينة غزة، محاولًا خنق الحركة داخل المدينة ورصد النازحين المتوجهين جنوبًا، ونقل عن وزير الجيش يسرائيل كاتس قوله: "هذه هي الفرصة الأخيرة أمام سكان غزة للتوجه جنوبًا وترك مقاتلي حماس محاصرين في الداخل".

كما أشار التقرير إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أوقفت مؤقتًا عملها في مدينة غزة بسبب تصاعد القتال، ونقلت طواقمها إلى الجنوب.

أزمة دبلوماسية خارجية

وفي سياق متصل، أوضح هرئيل أن اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول تضامن أوروبي مع غزة لم يخدم الجهود الدبلوماسية لتل أبيب، لكنه اعتبر أن هناك محاولة للحد من استخدام القوة المفرطة.

واختتم المحلل العسكري بالقول إن نجاح خطة ترامب قد يفتح الطريق لانتخابات إسرائيلية مبكرة في مارس 2026، لافتًا إلى أن نتنياهو يواجه معضلة صعبة إما الاستجابة لمطالب ترامب بما يعني التراجع عن وعوده لقاعدته اليمينية، أو المخاطرة بخسارة شركائه المتطرفين في الائتلاف الحكومي.

وكالات