صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رسميًا على مخطط استيطاني جديد يهدف إلى الاستيلاء على مساحة تُقدّر بـ 35 دونمًا من أراضي قرية كفر قدوم الواقعة شرق مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، في خطوة جديدة تعكس تصاعد سياسة التوسع الاستيطاني في المنطقة.
ووفق ما أفاد به منيف نزال، مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية، فإن الاحتلال أعلن عبر وسائل إعلامه العبرية تفاصيل المخطط، الذي يقضي بالاستيلاء على 35.31 دونمًا من أراضي القرية، وتحديدًا في الحوض رقم (10) ضمن منطقة تُعرف باسم واد بروص شمالي كفر قدوم.
تفاصيل المخطط وأهدافه الاستيطانية
أوضح نزال أن المخطط الجديد يسعى إلى توسيع مستوطنة "متسبي يشاي" المقامة على أراضي القرية عبر بناء 58 وحدة استيطانية جديدة، وأضاف أن هذا التوسع يندرج ضمن خطة إسرائيلية أشمل تهدف إلى ربط المستوطنات المقامة شرق قلقيلية بمناطق أخرى في الضفة الغربية، بما يعزز السيطرة الجغرافية الإسرائيلية ويُضيّق الخناق على التمدد العمراني الفلسطيني.
تحذيرات فلسطينية من تصعيد الاستيطان
وحذر نزال من أن استمرار مصادقة سلطات الاحتلال على مثل هذه المخططات سوف يؤدي إلى مصادرة مزيد من الأراضي الزراعية التي تعد مصدر رزق أساسي لأهالي كفر قدوم والمناطق المحيطة.
وأشار إلى أن هذا المخطط يأتي في وقت تواجه فيه القرية اعتداءات متكررة من المستوطنين، تشمل تجريف أراضٍ واقتلاع أشجار زيتون ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في محاولة لفرض واقع استيطاني جديد بالقوة.
استيطان ممنهج تحت غطاء قانوني مزيف
وأكد نزال أن الاحتلال يستخدم أدواته القانونية والإدارية لشرعنة عمليات الاستيلاء عبر ما يعرف بـ"المخططات الهيكلية"، التي تقدم على أنها تطوير عمراني، بينما هي في حقيقتها وسيلة لابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية.
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية تستغل الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة لتمرير هذه المشاريع بصمت، دون أي التزام بالقرارات الدولية التي تجرم الاستيطان وتعتبره عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام.