كشفت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" صباح الخميس 10 أكتوبر 2025، أن ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية كانت تقاتل داخل مدينة غزة بدأت فعليًا بالانسحاب من مواقعها، في خطوة تهدف إلى تجنب أي احتكاك مباشر مع آلاف النازحين الفلسطينيين الذين يستعدون للعودة إلى منازلهم خلال الأيام المقبلة.
ويأتي هذا التحرك ضمن تنفيذ الترتيبات الأمنية والعسكرية التي تم الاتفاق عليها عقب إعلان وقف إطلاق النار المرتقب بين إسرائيل وحركة حماس.
إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في القطاع
وفي السياق نفسه، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات القتالية تلقت أوامر جديدة من القيادة العسكرية العليا تتعلق بإعادة انتشار شامل داخل قطاع غزة.
وتشير التعليمات إلى خيارين: الانسحاب الكامل من بعض المناطق أو التمركز في خطوط خلفية قريبة من الحدود، وفق ما تقتضيه الخطة الأمنية الجديدة.
وتهدف هذه الخطوة إلى تثبيت الهدوء الميداني وتجنب التصعيد مع اقتراب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسميًا.
شرم الشيخ محطة التوقيع النهائية
من جانبها، نقلت قناة 12 الإسرائيلية أن التفاصيل النهائية لاتفاق الانتشار تستكمل حاليًا تمهيدًا للتوقيع عليه رسميًا في منتجع شرم الشيخ بحلول الساعة الثانية عشرة ظهرًا كحد أقصى، وبمجرد توقيع الاتفاق، سوف يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مباشرة.
كما من المقرر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) اجتماعًا في الثالثة عصرًا لمراجعة بنود الاتفاق، يعقبه اجتماع للحكومة الإسرائيلية عند الرابعة للمصادقة النهائية عليه.
اتفاق الأسرى وجدول الانسحاب
وبعد التصديق الرسمي، سوف تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابها التدريجي نحو الخطوط المتفق عليها مسبقًا، على أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء يوم الإثنين المقبل.
كما ذكرت القناة ذاتها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يزور إسرائيل يوم الأحد، في زيارة يتوقع أن تكون مرتبطة بتتويج المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة.
تنازلات متبادلة لإنجاح الاتفاق
وأفادت صحيفة يسرائيل هيوم، نقلًا عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن الجانبين الإسرائيلي وحماس قدما تنازلات متبادلة خلال المفاوضات الأخيرة التي مهدت للاتفاق.
فقد وافقت إسرائيل على تعديلات محدودة في “خط الانسحاب الأصفر”، بينما التزمت حماس بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى والجثامين على مرحلتين:
- الأحد المقبل: إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء وتسليم عدد كبير من الجثامين.
- الأسبوع التالي: تسليم بقية الرفات إلى الجانب الإسرائيلي.
ضمانات دولية واستمرار إدخال المساعدات
وأكدت المصادر أن حركة حماس حصلت على ضمانات دولية من الوسطاء بأن وقف إطلاق النار سوف يظل قائمًا طالما التزم الطرفان ببنود خطة ترامب، التي تحظر أي عمل عسكري أو استفزازي من أي نوع.
كما تقرر فتح خمسة معابر حدودية بشكل فوري لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، من بينها معبر رفح الذي سوف يشهد حركة مكثفة خلال الأيام المقبلة.
بداية المرحلة الثانية
وبحسب المصادر ذاتها، من المنتظر أن تنطلق مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق فور انتهاء الأعياد اليهودية، لتبحث الترتيبات السياسية والأمنية المتعلقة بإنهاء الحرب بشكل نهائي ووضع ضمانات طويلة الأمد تمنع تجدد الصراع في المستقبل.