كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، عن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن مستقبل عمل معبر رفح خلال المرحلة المقبلة، وذلك ضمن الخطة الأمريكية الشاملة الرامية إلى تثبيت وقف الحرب على قطاع غزة وإعادة الحياة المدنية تدريجيًا.
ووفقًا لمصادر مصرية تحدثت للصحيفة، فقد تم الاتفاق على إعادة تشغيل المعبر بشكل جزئي ومؤقت في المرحلة الأولى، مع العمل على وضع آليات تفصيلية يتم استكمالها حاليًا لضمان سير الحركة في الاتجاهين دخولًا وخروجًا بدلاً من أن يكون في اتجاه واحد كما كان خلال الأشهر الماضية.
وأضافت المصادر أن المعبر سوف يعود إلى العمل فور اكتمال الترتيبات اللوجستية والأمنية الجارية حاليًا، مشيرة إلى أن تبادل أسماء المسافرين من وإلى غزة سيتم في إطار تنسيق أمني موسع بين الأطراف المعنية، إلى حين تحديد الشكل النهائي لإدارة الحكم في القطاع.
تنسيق أمني ومراقبة أوروبية
وفي السياق ذاته، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن السلطات سمحت رسميًا لسكان قطاع غزة بالسفر إلى مصر عبر معبر رفح وفق الآلية التي جرى اعتمادها في اتفاق يناير 2025، وذلك بعد موافقة إسرائيلية مسبقة وتحت إشراف وفد أوروبي متخصص في التفتيش والمراقبة.
وأوضحت الإذاعة أن هذا الترتيب الجديد لا يفرض حدًا أقصى على أعداد المسافرين من غزة إلى الأراضي المصرية، في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة المدنيين والتخفيف من الضغط الإنساني المتزايد في القطاع بعد شهور من الحصار والإغلاق.
أما بالنسبة لعودة الفلسطينيين من الخارج إلى غزة، فقد أكدت الإذاعة أن ذلك لن يتم إلا بعد وضع آلية تنسيق شاملة مع الجانب المصري، يتم بموجبها تحديد المعايير والإجراءات وعدد العائدين بما يتوافق مع المتطلبات الأمنية والإدارية الجديدة.
السماح بعودة كوادر المقاومة
من جانبها، نقلت قناة "كان" العبرية عن مصدر فلسطيني شارك في مشاورات الاتفاق، أن البنود الجديدة الخاصة بمعبر رفح تنص على حرية الدخول والخروج لجميع الفلسطينيين دون استثناء، مشيرًا إلى أن هذه الحرية تشمل عناصر حركة حماس وأفراد جناحها العسكري وكبار القادة في التنظيم.
وأكد المصدر أن إسرائيل لن تمتلك صلاحية منع أي فلسطيني من العودة إلى القطاع بعد تنفيذ الاتفاق، وذلك في إطار التفاهمات السياسية التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية مباشرة من واشنطن.
معبر رفح
يمثل معبر رفح البري المنفذ الإنساني الوحيد لقطاع غزة نحو العالم الخارجي، وقد ظل مغلقًا لفترات طويلة بسبب العمليات العسكرية والتوترات الأمنية، ويأتي الاتفاق الجديد ليعيد الأمل بعودة التواصل الطبيعي بين غزة ومصر، وبتخفيف معاناة السكان الذين عانوا من عزلة خانقة استمرت شهورًا طويلة.
ويرى مراقبون أن إعادة فتح المعبر وفق الترتيبات الأمنية الجديدة تمثل خطوة رمزية وميدانية في آن واحد، تكرس بداية مرحلة جديدة من الهدوء الحذر، وتمهد الطريق أمام استئناف الحركة التجارية والإنسانية، وربما أيضًا بداية حوار أوسع حول إدارة القطاع بعد الحرب.