أعلن الجيش الإسرائيلي، ظهر الجمعة، بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة اعتبارًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت القدس، إيذانًا بمرحلة جديدة بعد شهور طويلة من الحرب التي أنهكت القطاع.
وأكد المتحدث باسم الجيش في بيان رسمي أن القوات الإسرائيلية أعادت تموضعها في خطوط انتشار جديدة تم الاتفاق عليها ضمن بنود التفاهمات التي جرت خلال مفاوضات شرم الشيخ الأخيرة، والتي شملت أيضًا ملف إعادة المختطفين وصفقة تبادل الأسرى.
وأشار البيان إلى أن وحدات القيادة الجنوبية لا تزال في حالة تأهب ميداني، وسوف تواصل مهامها الأمنية لمنع أي تهديدات طارئة أو خروقات محتملة يمكن أن تعكر مسار الهدنة الجارية.
تحذيرات وإرشادات للسكان خلال الهدنة
وفي بيان لاحق وجه مباشرة إلى سكان قطاع غزة، أوضح الجيش الإسرائيلي سلسلة من التعليمات الأمنية الهادفة إلى تجنب الاحتكاك المباشر مع القوات المنتشرة في بعض المناطق.
وشدد البيان على أن القوات الإسرائيلية سوف تبقى داخل مواقع محددة في القطاع خلال الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق محذرًا الأهالي من الاقتراب من تلك المناطق أو المواقع العسكرية إلى أن يصدر إعلان رسمي جديد يسمح بالتحرك بحرية أكبر.
كما حذر الجيش من أن أي محاولة للاقتراب من نقاط التمركز أو المناطق الحدودية قد تعرض المدنيين للخطر المباشر، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تأتي كجزء من الترتيبات الأمنية المؤقتة حتى استقرار الأوضاع الميدانية.
فتح طريقي الرشيد وصلاح الدين
ضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة للهدنة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن التحرك بين شمال وجنوب القطاع بات ممكنًا عبر طريقي الرشيد وصلاح الدين، لتسهيل حركة السكان وعودة آلاف النازحين إلى مناطقهم التي اضطروا لمغادرتها خلال الأشهر الماضية.
في المقابل، شدد البيان على أن مناطق بيت حانون، بيت لاهيا، الشجاعية، ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا ما زالت تُعتبر مناطق خطر شديد نظرًا لوجود قوات إسرائيلية فيها، ما يعني استمرار القيود على دخولها في الوقت الحالي.
إغلاق بحري مؤقت
وحذر الجيش الإسرائيلي سكان القطاع من الاقتراب من الشريط الساحلي أو ممارسة أي نشاط بحري مثل الصيد أو الغوص خلال الأيام المقبلة، مبررًا ذلك بوجود مخاطر أمنية عالية.
كما منع التوجه نحو الأراضي الإسرائيلية أو المنطقة العازلة المحيطة بها إلى حين صدور تعليمات جديدة من الجهات المختصة.
وختم الجيش بيانه بالتأكيد على أن الهدوء الميداني يتطلب التزامًا كاملاً بالتعليمات الصادرة، داعيًا السكان إلى التحلي بالصبر والحذر خلال فترة التطبيق الأولى للاتفاق، إلى أن يتم الإعلان عن مراحل الانسحاب اللاحقة وآليات الإعمار وعودة الحياة المدنية بشكل تدريجي.