هل تحتفل بانتهاء الحرب ؟

بقلم:د.أحمد لطفي شاهين

يحتفل الجميع بإنتهاء أو توقف الحرب في قطاع غزة .. ربما هو حق طبيعي للبعض ...  وأنا لست ضد الفرحة بالعكس لكنني شخصياً لا ولن احتفل ابداً لأن الحزن في داخلي لم ولن ينتهي...!! لقد فقدت أغلى الناس عندي في هذه الحرب وتعايشت مع ظروف لا يستوعبها كائن بشري وشاهدت مناظر تدمي القلب لا يمكن أن يصدقها العقل الطبيعي وعشت مواقف موت وفقدان وحزن لم أتمكن من الصمود أمامها ف.إنهار صمودي وكبريائي من البكاء بلا وعي لأن ما حصل يفوق طاقة تحمّل القلب .. والان توقف القتل اليومي ولم ولن يتوقف الموت اليومي من آثار الحرب فالمصابين بجراح خطيرة ومتوسطة يموتون ببطء كل يوم ولن يتوقف موتهم لأن وظائفهم الحيوية تتآكل كل لحظة ولأن المناعة منخفضة من شبه المستحيل رفعها بعد هذا التجويع المقصود وهناك معاقين بالآلاف بسبب الحرب يموتون ببطء كل دقيقة عندما يرى المعاق المبتورة كل اطرافه نفسه ممدا على فراش المرض يحتاج لمن يطعمه ومن يدخله الحمام او يلبسه بامبرز وهو شاب كان يملأ الدنيا نشاطاً .. فتصيبه جلطة ويموت.. او فتاة كانت فائقة الجمال تصاب بحروق في وجهها وتفقد عينها وتموت بحسرتها كلما رأت نفسها بالعين الثانية وتتمني انها لو اصيبت بالعمى حتى لا ترى حقيقية تشوهها ثم تموت بعد شهور بجلطة قلبية.. إن مشاعر شعبنا مختلطة لا نستوعب ما حصل وما يحصل و لا ندري هل نبكي فرحاً لأن شلال الدم توقف ، أم نحزن أكثر على ما ومن فقدناه خلال هذه الحرب الملعونة . نعم لقد سكت السلاح،، لكن لا أحد يستطيع إسكات الذاكرة … ذاكرة البيوت التي تهدّمت، والأحباب الذين رحلوا، والشوارع الجميلة التي تحولت إلى رماد. نقف على حافة لحظة مشوّشة: بين التنهيدة الأولى للنجاة، ودمعة لا تزال تسيل على وجوهنا دون إذن. *هل نحتفل؟* كيف نحتفل وهناك من لم يعد؟ كيف نبتسم وهناك أم تبحث عن ابنها تحت الركام؟ ومع ذلك، لا خيار لنا إلا أن نتماسك… أن نحمل حزننا بيد، وأملنا باليد الأخرى، ونبدأ – من جديد – بناء ما تهدّم في داخلنا، قبل أن نعيد بناء ما تهدّم حولنا. نعم، الحرب انتهت… لكننا لم نعد كما كنّا، ولن نعود كما كنّا، بل أقوى، أعمق، وأكثر تمسّكًا بالحياة. إنني أشعر بان كرامتي أهانها الاحتلال.. وإنسانيتي انتهكها الاحتلال ولم يبقى أي طعم للحياة في قطاع غزة .. ولم يبقى قيمة ولا معنى للوطن في قلبي .. اي وطن هذا الذي لا كرامة فيه ومملوء بالربا واللصوص والحشاشين والمدخنين والجواسيس والمرتزقة والذين يشتمون الله ليلاً ونهاراً.. والتجار الانذال الذين تاجروا في كل ما يؤدي.. الى تحطيم صمودنا وتمكنوا من إذلالنا ولا مانع عندهم من المتاجرة في اعضائنا واولادنا ومستقبلنا يجب ان يتم محاسبة الجميع على تلك الجرائم الفظيعة التي ارتكبوها بحقنا.. لكن من سيحاسب من؟ هل سيكون محاسبة لهم أصلا ؟ ام سيتبرعوا بجزء من اموالهم المخلوطة بدمائنا ثم يتم تكريمهم على انهم من بناة الوطن؟ لطالما سمعنا ان الثورات والحروب يجني ثمارها الجبناء وكنا لا نصدق لكننا عشنا هذه الحالة في هذه الحرب فعلا .. فالمستفيد الأول هم التجار واللصوص والخونة ... وطالما سمعنا ان الاوطان يتم بيعها ولا نعرف من المشتري ولا نعرف من البائع ولم نكن نصدق لكننا في هذه الحرب دفعنا الثمن اللهم إننا نفوضك ونوكلك في كل الظالمين فانتقم منهم يارب في الدنيا والآخرة

البوابة 24