ترامب يعلن رسميًا نهاية حرب غزة ويكشف عن خطة إدارة القطاع

ترامب
ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، أن حرب غزة قد انتهت رسميًا، مؤكّدًا أن الأوضاع الميدانية تتجه نحو الاستقرار، وأن الأمور ستسير بشكل جيد في غزة.

وجاءت تصريحات ترامب قبيل مغادرته العاصمة واشنطن متوجهًا إلى إسرائيل ومصر في زيارة وصفت بأنها الأهم منذ إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، حيث تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وبدء تنفيذ خطة إعادة إعمار وإدارة غزة تحت إشراف دولي مباشر.

وقال ترامب في تصريحات من قاعدة أندروز الجوية قبل إقلاع طائرته الرئاسية: “لدينا الكثير من الضمانات الشفهية بشأن غزة، وربما يجري إطلاق سراح الرهائن في وقت أبكر مما هو مخطط له، أعتقد أن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل سوف يصمد، وسنعمل سريعًا على تشكيل مجلس سلام خاص بغزة".

وأضاف الرئيس الأمريكي أن غزة تبدو الآن مثل موقع هدم، مؤكدًا أن رحلته إلى الشرق الأوسط ستكون مميزة جدًا وتمهد لمرحلة جديدة من السلام.

جولة شرق أوسطية

انطلقت الطائرة الرئاسية الأمريكية من قاعدة أندروز قرب واشنطن متجهة إلى إسرائيل، ترافق ترامب خلالها شخصيات بارزة في إدارته، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف.

ومن المقرر أن يقضي ترامب عدة ساعات في إسرائيل، يلتقي خلالها عائلات الرهائن الإسرائيليين، كما يلقي خطابًا في الكنيست قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ في مصر للمشاركة في قمة السلام الدولية التي ستشهد توقيع وثيقة رسمية لإنهاء الحرب في غزة، بمشاركة عدد من قادة العالم.

نتنياهو: المعركة لم تنته بعد

وفي تل أبيب، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة ترامب المرتقبة، مؤكدًا أن عودة الرهائن الإسرائيليين من غزة ستكون حدثًا تاريخيًا، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن المعركة لم تنتهي بعد.

وقال نتنياهو في خطاب متلفز: “حققنا معًا انتصارات أدهشت العالم، لكن أمامنا تحديات أمنية كبيرة، أعداؤنا سيحاولون التعافي، وسنتولى أمرهم".

مجلس سلام برئاسة ترامب لإدارة غزة

كشف ترامب عن عزمه تشكيل مجلس سلام خاص لإدارة قطاع غزة، على أن يبدأ عمله “بشكل سريع جدًا”، وأوضح أن المجلس سوف يكون تحت رئاسته المباشرة، وسوف يشرف على المرحلة الانتقالية بعد الحرب، مشيرًا إلى رغبته الشخصية في زيارة غزة أو “على الأقل أن يطأ أرضها”، بحسب تعبيره.

وأوضح مصدر دبلوماسي في تصريح لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” أن المجلس المزمع تشكيله سيضم الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا كأطراف ضامنة، في حين ستتولى قوة متعددة الجنسيات مكونة من قوات مصرية وقطرية وتركية وإماراتية حفظ الأمن داخل القطاع، بإشراف مركز قيادة أمريكي في إسرائيل.

كما سوف تكلف “لجنة فلسطينية تكنوقراطية” غير حزبية بإدارة الشؤون المدنية في غزة تحت إشراف المجلس الانتقالي الدولي.

موقف حماس

في المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من وفد حركة حماس قوله إن الحركة لن تشارك في إدارة غزة خلال المرحلة الانتقالية، مؤكدًا أن موضوع حكم القطاع بالنسبة لحماس قد انتهى.

وأضاف المصدر أن الحركة توافق على هدنة طويلة الأمد تلتزم خلالها بعدم استخدام السلاح إلا في حال وقوع عدوان إسرائيلي جديد، مشيرًا إلى أن حماس تعتبر نفسها جزءًا من النسيج الفلسطيني، وليست الجهة الحاكمة للقطاع بعد اليوم.

خطة الانسحاب الإسرائيلي

وبحسب الخطة الأمريكية الجديدة، فإن إسرائيل سوف تسحب قواتها على مراحل من مدن وبلدات قطاع غزة، لتتسلم مهام الأمن قوة متعددة الجنسيات.

وسوف يتم خلال ذلك نزع السلاح الثقيل من المجموعات المسلحة داخل القطاع، مع الإبقاء على أجهزة أمن محلية محدودة تعمل تحت إشراف اللجنة الفلسطينية الانتقالية.

وأكد ترامب أن تنفيذ الخطة سيتم تحت مراقبة دقيقة من مجلس السلام لضمان عدم تجدد المواجهات، لافتًا إلى أنه تلقى ضمانات شفهية من جميع الأطراف بعدم الإخلال بالاتفاق.

بلير مرشح مثير للجدل

وأثار ترامب الجدل حين كشف عن احتمال ضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى مجلس السلام المزمع تشكيله، مشيرًا إلى أنه يرغب في التأكد من أن بلير سيكون مقبولًا لدى جميع الأطراف.

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: “لطالما أحببت توني، لكنه يجب أن يكون خيارًا مقبولًا للجميع، ولا أعرف بعد ما إذا كان سوف يحظى بإجماع كامل.”

وأثارت هذه الفكرة انتقادات واسعة في الأوساط الفلسطينية والدولية، إذ لا يزال بلير موضع جدل بسبب دوره في حرب العراق عام 2003 ودعمه المعلن للغزو الأمريكي البريطاني، وهو ما أدى إلى تراجع سمعته السياسية عالميًا.

وكالات