تلاعب إسرائيلي كاد ينهي اتفاق غزة لولا تدخل مصر.. ما التفاصيل؟

السيسي ونتنياهو
السيسي ونتنياهو

أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن مصر لعبت دوراً محورياً في إنجاح اتفاق السلام في غزة، مشيرة إلى أن الوساطة كانت على وشك الانهيار بسبب "تلاعب إسرائيل" في تفاصيل الاتفاق، لولا التدخل الحاسم من القاهرة الذي أعاد المفاوضات إلى مسارها.

وأكدت "الصحيفة"، أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير كاد أن يفشل نتيجة تعديل إسرائيل لقائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم، وهو ما أثار استياءً مصرياً شديداً، قبل أن تضغط القاهرة بقوة لإعادة الأمور إلى نصابها وضمان تنفيذ البنود المتفق عليها.

قمة شرم الشيخ.. مؤتمر سلام دولي

ووفقًا لما ذكرته صحيفة"معاريف"، فمن المقرر أن يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب إلقاء خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي اليوم (الاثنين) في تمام الساعة 11:00 صباحًا، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث سيفتتح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المؤتمر الدولي للسلام حول غزة.

كما يعتبر هذا المؤتمر، الذي سيعقد بعد ظهر اليوم، أهم مبادرة سياسية منذ انتهاء الحرب في قطاع غزة، إذ يهدف إلى وضع أسس تسوية شاملة في القطاع والمنطقة، بمشاركة قادة العالم.

تقارب مصري – أميركي وتوتر مع تل أبيب

وفي سياق متصل، أشارت "الصحيفة"، إلى أن السيسي سعى مؤخرًا لتوثيق علاقاته مع إدارة ترامب من خلال انخراط مصر الفعّال في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، مؤكدة أن القاهرة ترى في استقرار غزة مصلحة وطنية عليا، خاصة في ظل مخاوفها من احتمالية عبور الغزيين إلى أراضيها.

وأوضحت "الصحيفة"، أن خلافات حادة نشبت بعد توقيع اتفاق تبادل الأسرى الذي بدأ تطبيقه صباح اليوم، بسبب إصرار إسرائيل على تعديل قائمة السجناء المفرج عنهم، ما أثار غضباً مصرياً واسعاً واتهامات لتل أبيب بمحاولة إفشال الاتفاق، في وقت أبدت فيه حماس التزاماً كاملاً بتطبيق البنود المتفق عليها.

قائمة الأسرى والخلافات الإسرائيلية الداخلية

وعلى الرغم من إصرار إسرائيل على استبعاد كبار الأسرى الفلسطينيين مثل مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وعباس السيد وأحمد سعدات من الصفقة، إلا أن القائمة النهائية تضمنت 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد (بعضهم لعدة مرات)، إلى جانب أكثر من 1700 أسير متهمين بالمشاركة في هجمات على إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.

ومن بين هؤلاء، حسب الصحيفة، محمد أبو طبيخ من جنين، وهو ناشط في حركة الجهاد الإسلامي، شارك في تفجير مفترق مجدو عام 2002 الذي أسفر عن مقتل 17 مستوطنًا وإصابة 43 آخرين، وكذلك رائد الشيخ، الذي يزعم أنه شرطي فلسطيني شارك في عملية إعدام ميدانية في رام الله، وإبراهيم عليقم الذي قتل مستوطنة وابنها قرب بيت إيل عام 1996.

مصر تجمع القادة وتواجه تحديات جديدة

والجدير بالإشارة أنه من المقرر أن يستضيف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جانب الرئيس الأمريكي، قادة العالم في شرم الشيخ للاحتفال بوقف إطلاق النار في غزة، في خطوة تؤكد عودة مصر إلى مركز التأثير الإقليمي في قضايا الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، لفتت "الصحيفة"، إلى أن السيسي وجه اهتمامه أيضًا نحو أزمة سد النهضة، حيث ألقى خطابًا حازمًا حذر فيه من أي خطوات أحادية بشأن نهر النيل، مؤكدًا أن مثل هذه الإجراءات تتجاهل الاتفاقيات الدولية وتهدد المصالح الحيوية لشعوب حوض النيل.

كما شدد السيسي، على أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعاون والاحترام المتبادل، داعياً إلى حلول عادلة ومتوازنة تضمن الحقوق المائية لمصر وجيرانها.

روسيا اليوم