في تطور جديد يعكس هشاشة اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، أعلن المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، اليوم الأربعاء، أن الحركة تتابع عن كثب تنفيذ البنود المتعلقة بتسليم جثامين الجنود الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين لدى كتائب القسام، مؤكدًا أن حماس ملتزمة بالاتفاق الإنساني الموقع مؤخرًا بين الجانبين.
وأضاف قاسم، في بيان صحفي مقتضب، أن الحركة تنفذ ما تم التفاهم عليه بدقة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي — بحسب وصفه — ارتكب خرقًا واضحًا وصريحًا للاتفاق من خلال استهدافه المدنيين في حي الشجاعية ومدينة رفح، ما اعتبرته حماس تجاوزًا خطيرًا يمكن أن يهدد مسار التهدئة برمته.
حماس تطالب الوسطاء بالتدخل الفوري
ودعا المتحدث باسم حماس الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم مصر وقطر وتركيا، إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ تعهداتها الواردة في اتفاق وقف الحرب، مشيرًا إلى أن استمرار الانتهاكات الميدانية الإسرائيلية يقوض الثقة في العملية السياسية التي انطلقت قبل أيام في إطار اتفاق شرم الشيخ.
وأكد قاسم أن حماس لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة ضد المدنيين"، محذرًا من أن استمرار هذه الخروقات قد يعيد الأوضاع إلى مربع المواجهة في حال لم يتم ضبط السلوك الإسرائيلي على الأرض.
خلفية الاتفاق
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في التاسع من أكتوبر الجاري عن توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد مفاوضات غير مباشرة جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف مباشر من واشنطن.
وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على تبادل جثامين وجنود محتجزين، إضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتناول ملف إعادة الإعمار ونزع السلاح.
اتهامات متبادلة وواقع إنساني مأساوي
من جهة أخرى، تتهم حماس إسرائيل بـ"الالتفاف على الاتفاق" من خلال استمرار عملياتها العسكرية المحدودة في مناطق شرق غزة وجنوبها، بينما تزعم إسرائيل أن ما يجري هو "عمليات أمنية محددة" تستهدف مواقع مسلحة.
ويأتي هذا التوتر في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، حيث تشير الإحصاءات الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء بلغ 67,913 شخصًا فيما تجاوز عدد الجرحى 170,134 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة حادة أودت بحياة 463 فلسطينيًا بينهم 157 طفلًا، نتيجة الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.
حماس تحذر من انهيار الاتفاق الهش
وشددت الحركة في بيانها على أن استمرار الانتهاكات قد ينسف المساعي الدولية الرامية لتثبيت الهدنة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين، ومنع إسرائيل من استخدام الاتفاق كغطاء لمواصلة جرائمها في القطاع.
وأكدت أن كتائب القسام ما زالت تلتزم بما تم الاتفاق عليه حتى الآن، لكنها لن تسمح بتحويل الهدنة إلى اتفاق من طرف واحد يخدم إسرائيل فقط دون التزام متبادل من الطرفين.
