في تطور مفاجئ للأحداث، أعلنت السلطات الإسرائيلية فجر الخميس 16 أكتوبر 2025، تأجيل إعادة فتح معبر رفح الحدودي، مشترطةً أن تكثف حركة حماس جهودها في تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الحرب الأخيرة.
وجاء القرار رغم إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مساء الأربعاء، عن تسليم جثماني أسيرين قتلا أثناء القصف الإسرائيلي العنيف، مؤكدة أن استعادة باقي الجثامين تحتاج إلى معدات خاصة وجهود تقنية معقدة نظرًا لحجم الدمار الهائل الذي خلفته العمليات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع.
البيت الأبيض يعلن بدء المرحلة الثانية
وفي سياق موازي، كشف البيت الأبيض عن انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب على غزة، والتي تشمل تشكيل قوة دولية لتثبيت الاستقرار في القطاع ومراقبة تنفيذ بنود الهدنة.
لكن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت لتصب الزيت على النار، إذ عاد بنبرة تصعيدية مهددًا بأن إسرائيل يمكنها "استئناف القتال في غزة بمجرد كلمة واحدة منه"، في حال لم تلتزم حماس بالاتفاق.
ورغم ذلك، اعترف ترامب ضمنيًا بوجود عجز عسكري إسرائيلي، قائلاً: "لو كانت إسرائيل قادرة على القضاء على حماس بالكامل، لفعلت ذلك خلال العامين الماضيين"، وهو ما اعتبر إقرارًا صريحًا بحدود القوة الإسرائيلية أمام تعقيدات المشهد الميداني.
غزة بين الهدنة الهشة واستمرار التوترات
ورغم مرور أسبوع كامل على سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بعد حرب استمرت 735 يومًا وخلفت آلاف الضحايا والدمار الواسع، إلا أن الهدوء في غزة ما زال هشًّا ومضطربًا، فبين الحين والآخر تسجل عمليات قصف متفرقة وإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي في مناطق متعددة، مما يعكس هشاشة التفاهمات واستمرار حالة الترقب والخوف بين المدنيين.
وتسعى الأطراف الوسيطة وفي مقدمتها مصر وقطر والأمم المتحدة لتثبيت التهدئة ومنع انهيارها الكامل، في ظل مخاوف من عودة التصعيد العسكري في أي لحظة.
مطالب أممية عاجلة
وفي الوقت الذي تتزايد فيه معاناة السكان، تطالب المنظمات الدولية الحكومة الإسرائيلية بفتح جميع المعابر الحدودية فورًا والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
وأكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ضرورة إدخال آلاف الشاحنات أسبوعيًا لتغطية الاحتياجات العاجلة للسكان، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التدهور.
كما شدد فليتشر على أن استمرار إغلاق المعابر وتأجيل فتح رفح يعني تعطيل جهود الإغاثة الدولية وتهديد حياة آلاف المرضى والمشردين الذين يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.