كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات جديدة من البيت الأبيض، أن حركة حماس ما زالت تبحث بين الأنقاض والأنفاق المدمرة في قطاع غزة عن جثامين الرهائن الإسرائيليين الذين قضوا خلال الحرب.
وقال ترامب، إن بعض هذه الجثث مدفونة منذ فترات طويلة، بينما تقع أخرى تحت الركام أو في أنفاق عميقة استخدمها المقاتلون للاختباء خلال المعارك، موضحًا أن العملية شاقة وبالغة الصعوبة بسبب حجم الدمار الهائل في القطاع.
وأضاف الرئيس الأميركي: “إنهم يحفرون في أماكن صعبة جدًا، ويجدون الكثير من الجثث، ثم عليهم فصلها وتحديد هوياتها، فبعض الجثامين دفنت منذ وقت طويل، وبعضها الآخر ما زال تحت أنقاض الأبنية المنهارة".
وتابع ترامب مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر تسليم الجثامين بندًا أساسيًا في اتفاق الهدنة، مضيفًا: "لقد أعادوا جميع الرهائن الأحياء وبعض الجثث، لكن ما زال الطريق طويلاً، هذه حرب قاسية آن الأوان أن تنتهي، خاصة بعد أن قتلت إسرائيل – على الأرجح – ما يقارب 70 ألف شخص".
حماس ملتزمة بإعادة جميع الجثامين
في السياق نفسه، أك؟ مسؤولون أميركيون كبار أن حركة حماس أبدت رغبة حقيقية في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بإعادة كل جثامين الرهائن، رغم العقبات الميدانية التي تواجهها.
وقال أحد المسؤولين في تصريحات للصحفيين بواشنطن: "ما زلنا نسمع من قادة حماس تأكيدهم على الالتزام الكامل بالاتفاق، لكن الواقع على الأرض صعب للغاية، فغزة مدمّرة بالكامل وتحتاج إلى معدات خاصة للبحث تحت الركام".
وأشار مسؤول آخر إلى أن خيبة الأمل كانت كبيرة عندما تم تسليم أربع جثث فقط في البداية، لكن حماس واصلت عمليات البحث وسلمت مزيدًا من الجثامين خلال الأيام التالية، كلما توفرت لها معلومات استخباراتية من الوسطاء الدوليين.
تحديات إنسانية وتقنية
تتفق التقارير الأميركية مع تصريحات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي وصفت مهمة العثور على جثامين الرهائن بأنها “تحدٍ هائل” نظرًا لحجم الدمار الهائل في القطاع.
وأكد أحد المسؤولين الأميركيين أن ما تبقى من الجثث مدفون في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب الانهيارات الأرضية، مشيرًا إلى أن المشهد في غزة يشبه “فيلم دمار شامل”، على حد وصفه.
وتبحث الولايات المتحدة بالتعاون مع الوسطاء إطلاق برنامج مكافآت مالية للأشخاص الذين يمكنهم تقديم معلومات عن أماكن الجثامين أو المساعدة في استعادتها.
كما ذكرت المصادر أن تركيا دخلت على خط الأزمة، وتجري مفاوضات لإرسال فرق متخصصة وخبراء في عمليات الانتشال إلى القطاع، لتسريع وتيرة العمل الإنساني في هذا الملف الحساس.
موقف حماس
من جانبها، أصدرت حركة حماس بيانًا أكدت فيه أنها سلّمت جميع الرهائن الأحياء والرفات التي تمكنت من العثور عليها داخل قطاع غزة، مشيرة إلى أن ما تبقى من الجثامين يتطلب معدات تقنية خاصة وجهودًا ضخمة للوصول إليها.
وجاء في بيان الحركة: "لقد نفذنا ما تم الاتفاق عليه بالكامل، ونسعى لإغلاق هذا الملف نهائيًا رغم الظروف الميدانية الصعبة التي تعيق العمل".
وأكدت حماس أن فرقها تعمل ليلًا ونهارًا في مناطق مدمرة بالكامل، وأن الأنفاق المنهارة والأنقاض الثقيلة تجعل عمليات البحث بطيئة ومعقدة للغاية، لكنها شددت على أنها لن تتراجع عن التزاماتها الإنسانية تجاه الاتفاق الذي تم برعاية دولية.