في أعقاب التصعيد الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة نتيجة الهجوم الذي تزعم إسرائيل أن حركة حماس المسؤولة عنه، بدأت القاهرة وتل أبيب تشهدان تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة تهدف إلى إنقاذ اتفاق وقف الحرب وبحث مستقبل القطاع.
وفي الوقت الذي تستقبل فيه مصر وفدًا من حركة حماس، وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إلى إسرائيل لبحث سبل تثبيت الهدنة الهشة.
لقاءات حماس في القاهرة
وفي هذا الإطار، كشف مصدر مطلع لوكالة "فرانس برس"، أن وفدًا من حركة حماس وصل إلى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين ضمن مباحثات تمتد ليومين، تهدف إلى التحضير للحوار الفلسطيني الذي تعتزم مصر استضافته قريبًا.
وأشار "المصدر، إلى أن هذا الحوار يهدف إلى "توحيد الصف الفلسطيني ومناقشة القضايا المصيرية، وعلى رأسها مستقبل قطاع غزة وتشكيل لجنة كفاءات مستقلة لإدارة القطاع"، مؤكدًا أن حماس تعهدت للوسطاء بتمكين هذه اللجنة من عملها خلال المرحلة المقبلة.
زيارات أميركية إلى إسرائيل
ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول المبعوثان الأميركيان ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم الأسبوع الماضي.
وكشفت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شوش بيدروسيان، أن نتنياهو التقى المبعوثين الأميركيين "لمناقشة التطورات والتحديثات الإقليمية"، مشيرة إلى أنه سيجتمع أيضًا بنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خلال زيارته المقبلة لإسرائيل.
اتفاق ترامب لإنهاء الحرب
والجدير بالإشارة أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، بعد ضغط مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قدّم خطة مكونة من 20 بندًا لإنهاء الحرب التي استمرت عامين، كما تنص الخطة على وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من عدة مناطق، تمهيدًا لتسليم إدارة غزة إلى لجنة تكنوقراط مستقلة بإشراف "مجلس سلام" برئاسة ترامب.
موقف حماس من إدارة غزة
وفي السياق ذاته، أكدت حركة حماس أنها لا تعتزم المشاركة في إدارة القطاع خلال المرحلة الانتقالية، مشددة على أهمية الحوار الوطني لتحديد مستقبل غزة.
وأوضح المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريح لـ"فرانس برس" إن الحركة تجري اتصالات مكثفة مع السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح ومع فصائل المقاومة الأخرى "لبلورة موقف وطني موحد يتجاوز الملفات الخلافية الكبرى".
بحث الخروقات والتصعيد الميداني
ولفت "المصدر"، إلى أن وفد حماس سيجتمع أيضًا مع مسؤولين مصريين وقطريين لمناقشة "الخروق الإسرائيلية الأخيرة، خاصة عشرات الغارات الجوية التي أودت بحياة العشرات في غزة يوم الأحد".
كما سيناقش الوفد "المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، وآلية فتح معبر رفح، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية لتصل إلى 400 شاحنة يوميًا، واستكمال الانسحابات الإسرائيلية من القطاع" وفق ما ينص عليه الاتفاق.
والجدير بالذكر أن هذه التحركات المكثفة في وقت حساس يسبق المباحثات الفلسطينية الشاملة التي ترعاها القاهرة، وسط استمرار الجدل حول الانتهاكات الميدانية الإسرائيلية وملف الإعدامات التي تنسبها تقارير إلى حماس، فيما تبقى أعين المنطقة متجهة إلى نتائج اللقاءات الأميركية والإقليمية التي ستحدد شكل المرحلة المقبلة في غزة.