أفادت هيئة البث العبرية، بأن الولايات المتحدة الأمريكية تمنع إسرائيل من اتخاذ أي "خطوات عقابية" رداً على تأخر حركة حماس في إعادة بقية جثامين الأسرى من قطاع غزة، وسط توقعات بإفراج الحركة عن دفعة جديدة من الرفات اليوم السبت.
وجاء ذلك في وقت سلمت فيه "حماس" منذ بدء سريان صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري، جثامين 16 أسيراً من بين 28، غالبيتهم من الإسرائيليين.
حماس تسعى لإغلاق الملف
وشددت حركة "حماس"، خلال تصريحات متكررة أنها تعمل على "إغلاق الملف بشكل كامل"، موضحة أنها تحتاج إلى وقت كافٍ ومعدات متطورة وآليات ثقيلة لاستخراج بقية الجثامين من تحت الأنقاض في مناطق مختلفة من القطاع.
كما أكدت "الهيئة"، نقلًا عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن الولايات المتحدة تمنع إسرائيل في هذه المرحلة من فرض أي عقوبات أو اتخاذ إجراءات ضد الحركة رداً على تأخرها في إعادة جثامين المختطفين القتلى، دون صدور أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول ذلك.
رسائل متبادلة وموقف غامض
وفي سياق متصل، زعمت المصادر أن لدى "حماس" خياراً متاحاً لإعادة جثامين الأسرى المقتولين، لكنها لم تفعل ذلك منذ مساء الثلاثاء الماضي حين أفرجت عن جثتي أسيرين، بينما قال مصدر إسرائيلي للهيئة إن تل أبيب تلقت "رسالة" – لم يكشف عن مصدرها – تشير إلى أن "حماس" ستفرج عن دفعة جديدة من الجثامين اليوم السبت، دون تعليق رسمي من الحركة على تلك الادعاءات.
زيارات أمريكية متتالية
وتابعت "الهيئة"، أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي "جيه دي فانس" والمبعوثين "ستيف ويتكوف" و"جاريد كوشنر" إلى إسرائيل تلاها وصول وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو" يوم الجمعة، في حين يتوقع وصول مسؤولة أخرى في إدارة ترامب، "مورغان أورتاغوس"، نائبة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، يوم الأحد المقبل.
وأشارت "الهيئة"، إلى أن هذا الحضور الأمريكي المكثف في إسرائيل يمثل رسالة سياسية واضحة لتل أبيب، تعكس رغبة واشنطن في ضبط الموقف ومنع أي تصعيد قد يعرقل مسار الاتفاقات الإقليمية الجارية.
تحذيرات أمريكية من "الحماقات الإسرائيلية"
وفي السياق ذاته، نقلت "الهيئة"، عن مصدر أمريكي قوله إن على إسرائيل أن تتوقف عن ارتكاب "الحماقات" التي قد تعرض الاتفاقات ومشاريع الاختراق الإقليمي للخطر، في إشارة إلى مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية الذي صوت عليه الكنيست بالقراءة التمهيدية الأربعاء الماضي.
والجدير بالإشارة أنه حتى الساعة 08:20 صباحاً (ت.غ)، لم يصدر أي تعليق رسمي من الإدارة الأمريكية بشأن ما أوردته الهيئة العبرية.
منذ بدء تنفيذ الاتفاق في 10 أكتوبر الجاري، أفرجت حركة "حماس" عن 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، إضافة إلى رفات 16 آخرين من أصل 28، معظمهم من الإسرائيليين، فيما تقول تل أبيب إن العدد المتبقي 13 جثة، بعد أن تبين – بحسب مزاعمها – أن إحدى الجثامين المستلمة لا تتطابق مع أي من أسراها.
تصريحات فانس: “الملف معقد ويحتاج للصبر”
وخلال مؤتمر صحفي بإسرائيل الثلاثاء الماضي، سئل نائب الرئيس الأمريكي "جيه دي فانس" عما إذا كانت واشنطن ستحدد مهلة نهائية لحركة "حماس" لإعادة الجثامين، فأجاب بأن "هذا هو محور اهتمام الجميع هنا، لضمان عودتهم إلى عائلاتهم ودفنهم بشكل لائق"، لكنه شدد على أن "الأمر معقد ولن يحل بين عشية وضحاها".
كما أردف "فانس"، قائلًا: "بعض الأسرى القتلى مدفونون تحت آلاف الكيلوغرامات من الركام، بينما لا يعرف مكان آخرين، علينا التحلي بالصبر، فالأمر سيستغرق بعض الوقت"، مؤكداً أنه لن يحدد مهلة نهائية "لأن بعض القضايا معقدة وغير متوقعة".
