بقلم: ميسون كحيل
الردود على المقال السابق أجبرتني على كتابة ملحق له، كي أضع النقاط على الحروف، حيث لمست أن هناك من تلقى ضربة على الرأس وأُصيب بارتجاج، ولم يعد يرى إلا الجزء الذي يريده ويتقبله، رافضا كل ما ليس ضمن نطاق قناعاته أو ضلالاته! وذلك مع احترامي لكل الآراء، الاحترام الذي ننتظره لآرائنا أيضا.
لم أقصد، ولا أرَ، أي إساءة لأحد ممن أشار إليهم المقال السابق، وإنما كان لوما وعتابا ومطلبا على اللقاء الذي تم بين وفد السلطة ووفد حركة حماس بشكل خاص، والذي منح الأخيرة دفعة إلى الأمام كالعادة، وتبرئة على تصرفاتها وسلوكها منذ الانقسام، وصولا إلى الاستهدافات الأخيرة التي طالت مدنيين، ومنهم وطنيون معروفون في قطاع غزة، مرورا بالحرب التي فُرضت على أهل غزة دون حسابات دقيقة وواقعية.
من جهة أخرى، لا يجوز الادعاء أن هذا اللقاء بين حركة فتح وحركة حماس، لأن من شارك فيه لا يمثلون فتح، بل يمثلون السلطة وأبو مازن! مع التوضيح أن الخطيئة الكبرى منذ البدايات كانت في خلط فتح بالسلطة وتداعيات هذا الخلط! مع الإشارة هنا إلى أن حركة فتح فيها نائب لرئيس الحركة، وفيها أمين سر اللجنة المركزية، وتضم عددا من أعضاء اللجنة المركزية، فأين هم من هذا اللقاء؟
وكما أشرت سابقا، فإن الرأي لا يقلل من الشيخ وماجد فرج، وإنما يؤكد على رفض اللقاء قبل أن تعلن حركة حماس التزامها بالخط الوطني المعلن والمعروف بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبمعنى أدق، فإن اللقاء وكأنه يقول إن حماس لم تضر بالقضية والمشروع الوطني وقطاع غزة وأهله، الذين فاقت معاناتهم كل حدود الألم والوجع والجوع والظلم.
وللتذكير، كم من مرة دعوتُ وغيري حركة حماس إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتسليم الملف إلى السلطة الفلسطينية في بداية الحرب وخلالها، لكنها تجاهلت كل النداءات، ووقفت نفس الموقف الإسرائيلي في رفض أي دور للسلطة! بينما الآن، وبعد اجتماعات القاهرة، أعلنت حماس أنه لا يمكن تجاوز أو تجاهل السلطة. (يا سبحان الله!) وهذا له دلالات كثيرة وكبيرة، منها أن حماس ستعمل على تحويل السلطة وفتح تحديدا إلى جسر للعبور، بعد محاولات الحصول على صك البراءة.
وأكثر ما يدخل في مجال السخرية الآن، ما يسمى اجتماع الفصائل! أي فصائل؟ بل هو اجتماع فيه استهانة بالآخرين، والآخرين هم الشعب والناس والفلسطينيون، وهو الأمر الذي مارسته الفصائل على مدى سنوات الانقسام الطويلة.
ويبقى السؤال الأهم: على ماذا اتفقت الفصائل في اجتماعها الأخير في القاهرة؟ وأترك الإجابة للإخوة والأخوات الذين استاؤوا من المقال الأول، واعتبروا أن المقال يستهدف أشخاصا أو حركة حماس. ولا شك أنهم مخطئون، لأن ما يُقال ويُكتب هنا إنما هو تعبير عن رأي الناس ولسان حال الشعب الفلسطيني. فحماس أخطأت بحق الشعب، وعليها الاعتذار والإقرار بالتزامها بكافة قرارات منظمة التحرير الفلسطينية، والالتزام بسياساتها قبل أي اجتماعات. أما الأشخاص، فلدي إصرار أنهم في هذا الاجتماع لا يمثلون فتح!
كلام الصوت: اجتماع الفصائل فاشل كالعادة، فرغم ارتفاع درجة حرارة المنطقة، اتفقوا حضراتهم على العودة إلى اللقاء بعد شهر... بدري... خلوها شهرين، ارتاحوا شوي!
كلام في سرك: مصر تعمل بجهد كبير، تقترح وتضع الخطط وتحاور وتقدم العديد من الآراء والحلول، لكن هناك من يتمنى فشلها! أجندات متعددة، والشعب كبش الفداء.
رسالة: بدأت اللخة! تصريحات ترامب المتعددة على شكل رسائل تهدف في الدرجة الأولى إلى جسّ النبض على هذه التصريحات وردود الفعل عليها. فهو لا يخاطب جهة واحدة، ولا يوجه كلامه إلى أحد معين. فعندما يقول صراحة وتلميحًا إن الفلسطينيين لا يملكون مسؤولًا واضحًا لقيادتهم، ويشير إلى إمكانية الإفراج عن مروان البرغوثي، وفي نفس الوقت يعبر عن موقفه برفض إعلان إسرائيل رغبتها في ضم الضفة، فهذا الكلام بمجمله وراءه ما وراءه. وكأنه من خلال تصريحاته يبحث عن من يريد أن يتفق معه ويوقع على خطته! احتفظ بالأسماء.
